مع مطلع السنة الميلادية الجديدة، اتشحت السهول والجبال بمرتفعات الأطلس والريف بالبياض، حيث
تراوحت التساقطات الثلجية التي عرفتها عمالات وأقاليم إفران وبولمان وميدلت وخنيفرة وأزيلال والحسيمة وبوعرفة، منذ منتصف يوم الجمعة فاتح يناير الجاري حتى صباح أول أمس السبت، ما بين 20 سنتمترا في السفح و35 سنتمترا في القمة.
وأدى تساقط الثلوج الكثيف إلى انقطاع حركة السير بإقليمي إفران وبولمان وميدلت وخنيفرة والحسيمة، كما عزلت قرى بالمناطق الجبلية ذات المسالك الوعرة، مما استنفر السلطات المحلية والمصالح التقنية بالمديريات الإقليمية لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك بجهة « فاس- مكناس »، من أجل إزاحة الثلوج وفك العزلة عن طوابير من السيارات علقت بعدد من الطرق خصوصا بأقاليم إفران وبولمان وميدلت، والتي قطعت شرايينها التساقطات الثلجية خلال يومي الجمعة والسبت الأخيرين تزامنا مع عطلة حلول السنة الميلادية الجديدة.
هذا وعاش مستعملو الطريق الجهوية رقم 707 الرابطة بين مدينتي إفران وبولمان، معاناة مع الطقس البارد والتساقطات الثلجية التي قطعت هذا المحور الطرقي الهام، والذي يسلكه جميع القادمين من إقليم بولمان- ميسور ومناطق الجهة الشرقية وجدة وتاوريرت وكرسيف، والمتوجهين إلى وسط المغرب عبر مدينة إفران، حيث حوصرت طوابير من السيارات بهذه الطريق الجهوية لأزيد من خمس ساعات، قبل أن تتمكن مصالح مديرتي التجهيز بإفران وبولمان من إطلاق عدد من كاسحات الثلوج لفتح هذه الطريق الرئيسية، وكذا الطرق الفرعية بالإقليمين وفك العزلة عن قرى انقطعت صلتها بالعالم الخارجي.
وإلى ذلك، قال المدير الإقليمي للتجهيز والنقل بإقليم بولمان، زكرياء العياشي، إن التساقطات الثلجية التي تعرفها المنطقة في مثل هذه الفترة من كل سنة، تتسبب دائما في قطع المحور الطرقي الرابط بين مدينتي بولمان وإفران، والتي توقفت بها حركة السير منذ ليلة الجمعة – السبت، بسبب كمية الثلوج التي عجلت برفع الحواجز ومنع مرور العربات عبر هذه الطريق الجهوية، مضيفا أن المصالح التقنية للمديريتين الإقليميتين للتجهيز بإفران وبولمان، استنفرتا وسائلهما البشرية واللوجستيكية منذ ليلة الجمعة-السبت الماضية لفتح الطريق بين المدينتين، وكذا الطريق الرابطة بين « بولمان وصفرو » و »بولمان وميسور » و »بولمان وميدلت » عبر محور جماعة بولعجول.
من جهته قال يونس مسكيني، المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك بعمالة إفران، إن التساقطات الثلجية التي عرفها الإقليم على مدى يومي الجمعة والسبت الأخيرين، تسببت في شل الطريق الرابطة بين مدينتي إفران وآزرو، كما قطعت الطريق الوطنية رقم 13 بين آزرو وإقليم إفران وجماعة « آيت أوفلا » بإقليم ميدلت، وهو محور طرقي رئيسي يربط أقاليم وعمالات الجنوب الشرقي بوسط المغرب، مما عجل بتدخل المصالح التقنية للتجهيز بتنسيق مع السلطات المحلية بالإقليمين لتأمين حركة السير.
وأضاف مسكيني بأن الاضطرابات التي تعرفها حركة السير بهذه الطرقات الواقعة بالمناطق الجبلية، والتي تتسم بخطورة الصقيع وتساقط كميات وفيرة من الثلوج خلال هذه الفترة من كل سنة، تبقى الشغل الشاغل للجهات المعنية، أي تدبير حواجز الثلوج وتهيئ المرافق المتوفرة بها لاستقبال الاشخاص الذين تحاصرهم الثلوج بسبب انقطاع الطرق، فيما تستنفر المصالح التقنية، يردف المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك بعمالة إفران، وسائلها وأطقمها لمعالجة قارعة الطرق التي تتجمع فيها كميات الثلوج، وذلك عبر استعمال مادتي الملح و »البوزولان » لتذويب الثلوج والتخفيف من تراكمها على شكل كثبان عالية، كما نجبر أصحاب العربات على اتباع نظام القوافل لتسهيل حركة مرورهم بموازاة قيام كاسحات الثلوج بفتح المسالك أمامها.
الصورة ذاتها والتي عاشتها مناطق الأطلس المتوسط على الخصوص مع أولى التساقطات الثلجية مطلع السنة الجديدة 2021، تكررت بمرتفعات الجهة الغربية من إقليم الحسيمة، والتي عرفت نزولا ملحوظا في درجات الحرارة وانتشارا للصقيع والجليد، فيما تسببت كميات الثلوج في قطع الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين إقليمي تطوان والحسيمة، وهو ما تطلب بحسب ما أفادت به مصادر « أخبار اليوم » من هناك، تدخل مصالح المديريتين الإقليميتين للتجهيز والنقل لتعبئة الموارد البشرية واللوجستيكية لفتح هذه الطريق وباقي المسالك الطرقية الوعرة بالمناطق الجبلية بشفشاون والحسيمة.
وفي مقابل قسوة الأحوال الجوية التي عاشتها المناطق الجبلية بالأطلس والريف، وما صاحبها من صقيع ونزول حاد في درجات الحرارة التي بلغت ناقص سبع درجات تحت الصفر، تسببت أولى التساقطات الثلجية مع مطلع العام الجديد، والتي تساقطت بكميات متفاوتة على عمالات وأقاليم إفران وبولمان وميدلت وخنيفرة وأزيلال والحسيمة وبوعرفة، في إشاعة أجواء من الفرح وسط سكان هذه المناطق والفلاحين على الخصوص، والذين استبشروا بموسم فلاحي مزهر وبتوفير الماء والكلأ وتنوع الغطاء النباتي.
وتتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية بأن يتواصل خلال بداية هذا الأسبوع الطقس البارد، مع تكون الصقيع أو الجريحة بالمرتفعات والسهول الشمالية والمنطقة الشرقية وبالجنوب-الشرقي والسايس والهضاب العليا، تليها أجواء مستقرة مع سماء قليلة السحب إلى صافية خلال باقي أيام الأسبوع، فيما ستتراوح درجات الحرارة الدنيا ما بين ناقص 7 وناقص 2 درجات بالمرتفعات، وما بين ناقص 1 و5 درجات بالمنطقة الشرقية والسايس والسهول الداخلية والشمالية والسفوح الجنوبية-الشرقية وهضاب الفوسفاط ومنطقة والماس، أما بالسواحل الشمالية والوسطى والواجهة المتوسطية ومنطقة سوس، يرتقب أن تتراوح فيها درجات الحرارة الدنيا ما بين 5 و11 درجة، وما بين 10 و15 درجة بالأقاليم الجنوبية.