شهادة قوية لمسؤول أممي..بنعمر: اعتقلت وعذبت ومات رفاقي فيما بعض جلادينا يتمتعون بحماية الدولة..بعد 45 سنةً مازال هناك سجناء رأي في المغرب وهذا أمر مخزي!

10 يناير 2021 - 11:00

خرج جمال بنعمر، النائب السابق للأمين العام للأمم المتحدة، والمبعوث الأممي السابق لليمن، بشهادة قوية عن تجربة اعتقاله، في المغرب، قبل أزيد من أربعين سنة.

وقال بنعمر، في تدوينة له، أمس السبت، إنه خلال التاسع من يناير، قبل 45 سنة، تم اختطافه من قبل الأمن المغربي لاقتياده إلى مقر شرطة الرباط، حيث قضى ليلة طويلة تحت التعذيب، وأضاف: “ما زالت صورة وجه الجلاد عالقة بذاكرتي. لم يكن سوى سيئ الذكر “محمد الخلطي”، الذي علمت فيما بعد أنه عذب، وأشرف على تعذيب عشرات النشطاء في السبعينيات”.

وأضاف بنعمر أنه بعد نقله إلى مركز الاعتقال السري في الدارالبيضاء، درب مولاي الشريف، حيث احتُجز لعدة أشهر مكبل اليدين، ومعصوب العينين طوال الوقت، وزاد أنه “هناك، كان الجلاد الرئيسي هو سيئ السمعة “اليوسفي قدور”، الذي فضحت أمره للصحفيين في منتصف التسعينيات عندما شاهدته -غير مصدق- في مقر الأمم المتحدة في جنيف ضمن وفد حكومي رسمي، جاء لتقديم تقرير إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتعذيب، يسوق زورا وبهتانا لالتزام المغرب بالمعايير الدولية”.

وذكر بنعمر رحلة سجنه لمدة 8 سنوات بسبب ما قال إنه معارضة سلمية، وتطلعه مثل كثيرين من شباب جيله إلى العدالة، والحرية، وتحدث بحسرة عن وفاة والده عندما كان في السجن دون أن تسمح له السلطات برؤيته للمرة الأخيرة، وحضور مراسم دفنه.

وبعد الإفراج عنه، قال بنعمر إن المضايقات لم تتوقف في حقه، بل إنه تعرض للاعتقال مرة أخرى، في يناير 1984، عندما نزل الناس إلى الشوارع للاحتجاج، مضيفا أنه اضطر إلى الفرار من البلاد سرا في قارب صيد، لتبدأ رحلته الطويلة في المنفى، والتي استمرت لأكثر من 20 سنة.

وتحدث بنعمر عن زملائه، آنذاك، وقال: “مات العديد من رفاقي سجناء الرأي دون أن يروا التغيير السياسي الحقيقي، الذي كنا نطمح إليه، لكن العديد من جلادينا ما زالوا على قيد الحياة، ويتمتعون بتقاعدهم، ويستفيدون من حماية الدولة والإفلات المخزي من العقاب”.

ويرى بنعمر أنه، على الرغم من التقدم، الذي تم إحرازه، إلا أنه يشعر بمزيج من الأسى، والغضب، لأنه بعد 45 سنة من الليلة الرهيبة، التي تم فيها اعتقاله لأول مرة، لا يزال هناك سجناء رأي في المغرب، معتبرا أنه “أمر مخزي أن يتم سجن المتظاهرين الشباب المسالمين، بينما يظل جلادونا طلقاء. هذا أمر لا يمكن تبريره، ويجب أن يوضع له حد وبشكل فوري، لأن استمراره إهانة لنا، ولكل أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والكرامة”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي