عودة الهدوء لمدينة الفنيدق بعد يوم من الاحتجاجات

06 فبراير 2021 - 15:00

عاد الهدوء ليعم مدينة الفنيدق القريبة من سبتة المحتلة بعد ليلة صاخبة أمس الجمعة، إثر استجابة المواطنين لنداء افتراضي على صفحات الفايسبوك للاحتجاج على الأوضاع المزرية التي آلت إليها المدينة بعد تعليق الدولة المغربية لأنشطة تهريب البضائع بمعبر تاراخال، وإغلاق الحدود جراء جائحة كورونا، وغياب أية بدائل اقتصادية.

اليوم 24، عاينت اليوم السبت مظاهر عودة الحياة لطبيعتها بالمدينة، وانخفاض الوجود الأمني الذي اقتصر على بضع سيارات لقوات حفظ الأمن والقوات العمومية.

واستعادت المقاهي والمحلات التجارية نشاطها بشكل عادي مع غياب أي مظاهر لعودة الاحتجاجات التي عرفتها المدينة أمس الجمعة.

وحملت آراء مواطنين استقتها اليوم24، الدولة المغربية مسؤولية تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بمدينة الفنيدق من خلال تعليق أنشطة التهريب المعيشي، وغياب بدائل اقتصادية أو خلق فرص للشغل والتنمية للشباب العاطل والأشخاص الذين كانوا يعيلون أسرهم من تعاطي تهريب البضائع.

ودفع الخناق الذي فرضه إغلاق معبر باب سبتة، العديد من الشباب إلى محاولة الهجرة نحو مدينة سبتة المحتلة عبر البحر سباحة، حيث لقي العديد منهم حتفه بسبب التيارات البحرية القوية وبرودة الجو رغم اعتمادهم على لباس الغطس.

وكان آخر ضحية رجل في عقده الرابع عثرت عناصر الحرس المدني الإسباني على جثته بالقرب من محطة تصريف المياه بأحد شواطئ مدينة سبتة المحتلة.

وتزامنت الاحتجاجات، أمس الجمعة، مع الاجتماع الذي عقد بمقر عمالة المضيق الفنيدق وترأسه والي جهة طنجة تطوان الحسيمة « محمد امهيدية »، بحضور عمال المضيق-الفنيدق، وتطوان، والفحص-أنجرة وهو ما فسر التدخل القوي للقوات الأمنية والعمومية في حق المحتجين وتفريقهم واعتقال عدد من النشطاء.

وكان الاجتماع، الذي عقد والي الجهة، قد خصص لإعطاء الانطلاقة الرسمية للبرنامج المتعلق ببلورة وتفعيل آليات الدعم والمواكبة من أجل تحسين قابلية التشغيل وتحفيز ريادة الأعمال للفئات الهشة، خاصة النساء والشباب.

وأكد بلاغ لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال أن اتفاقية البرنامج تتكون من ثلاثة محاور، تهم إحداث منطقة للأنشطة الاقتصادية بتراب جماعة الفنيدق، وإحداث وبلورة آلية للتحفيز المالي لجلب الاستثمارات بمنطقة الأنشطة الاقتصادية تطوان بارك، وخلق مبادرات تحفيزية لمواكبة النسيج المقاولاتي في إطار مهيكل وتحسين قابلية الشباب والنساء لولوج سوق الشغل.

يذكر أن مجموعة التفكير من أجل الفنيدق دعت الحكومة المغربية إلى « إعداد منظومة اقتصادية بديلة لنشاط التهريب المعيشي، تستوعب الطلب الكبير على الشغل بالمدينة من خلال آلية الاستثمار العمومي؛ وكذا تشجيع الاستثمار الخاص في مجالات الصيد البحري والتجارة والسياحة والاقتصاد التضامني ».

المجموعة أصدرت نداء يحمل توقيع أزيد من 100 شخصية عامة تطالب فيه بتدخل حكومي عاجل لإنقاذ مدينة الفنيدق وتوفير بدائل للتهريب المعيشي، عبر « تسطير « برنامج اجتماعي -اقتصادي مستعجل لإنقاذ المدينة » بشراكة مع مجلس جهة طنجة- تطوان- الحسيمة ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي