أظهر استطلاع، أنجزه « البارومتر العربي » عن توجهات شعوب المنطقة العربية، أن المغاربة راضون عن تركيا أكثر من روسيا، ويدعمون المملكة العربية السعودية أكثر من إيران.
وقال تقرير للبارومتر العربي، صدر نهاية الأسبوع الجاري، أنه من بين القوى الأربع، تركيا، وروسيا، والسعودية وإيران، يعد الدعم الشعبي في المنطقة لتركيا الأعلى مقارنة بالأطراف الأخرى، إذ تبين أن أغلب المواطنين لديهم آراء إيجابية تجاه تركيا في أربع من الدول الست المشمولة بالاستطلاع.
ويبلغ الدعم لتركيا أعلى مستوياته في المغرب، حيث يصل إلى 65 في المائة، ثم الأردن، والجزائر (56 في المائة في الدولتين)، وتونس (52 في المائة)، لكنه ليس معمما، إذ في لبنان، حيث ترتبط الآراء بالطائفة الدينية، تبين أن 45 في المائة من السنة يفضلون تركيا، مقارنة بـ35 في المائة من المسيحيين، و11 في المائة فقط من الشيعة، و7 في المائة من الدروز.
أما روسيا، التي تدخلت عسكريا بدورها في ليبيا، فهي أقل تفضيلا من تركيا في المنطقة، باستثناء الجزائر، حيث يحمل أكثر من النصف على الأقل (52 في المائة) آراء محبذة لروسيا، بينما يظهر التونسيون دعما معتدلا لروسيا (44 في المائة) يليهم المغاربة ب43 في المائة، فيما الدعم لروسيا يبلغ مستوى متدن نسبيا في ليبيا، ينخفض إلى 26 في المائة.
وفي سياق التنافس بين قوى الخليج، تعد السعودية هي الأكثر تفضيلا في نظر المواطنين مقارنة بإيران، ومن بين خمس دول طرح فيها ذلك السؤال، حاز المغرب على أغلبية تصل إلى 53 في المائة لديها رأي إيجابي في السعودية، وفي الوقت نفسه، فإن الدعم يبلغ مستوى أدنى في الجزائر (47 بالمائة)، وتونس (36 في المائة) وهو متدن نسبيا في الأردن (28 في المائة)، ولبنان (25 في المائة).
وبالمقارنة مع الدعم، الذي يظهره المغاربة للسعودية، فإن دعم إيران يبلغ مستوى منخفضا في جميع الدول المشمولة بالاستطلاع، حيث يتدنى دعم المغاربة لإيران إلى 35 في المائة.
وخلصت دراسة « البارومتر العربي » إلى أن النتائج المذكورة ترسم صورة مختلطة للقوى الإقليمية، إذ إن الدعم يبلغ أعلى مستوياته لتركيا عبر المنطقة، لكنه أقل، عموما، في الدول المتأثرة بالتدخلات العسكرية التركية، بشكل مباشر أو غير مباشر.
كما قالت الدراسة أن التدخل العسكري للسعودية في اليمن، وتدخلاتها السياسية في الدول الأخرى، ربما كانت باهظة التكلفة في عين الرأي العام العربي، وهو ما قد يفسر جزئيا التراجع في دعم الرأي العام للمملكة على مدار السنوات الأخيرة، كما أن مستويات دعم إيران المنخفضة تعكس تباهي مسؤولي نظامها بالسيطرة على أربع عواصم عربية.