هل دفن وهبي مشروع إلياس في تشكيل جبهة مغاربية لأحزاب معادية للإسلاميين؟

06 أبريل 2021 - 21:30

ذهب عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة، إلى تونس هذا الأسبوع، وفي جيبه مشروع لتشكيل تحالف يضم أحزابا من دول المغرب الكبير، أي تونس، والجزائر، وموريتانيا، ثم ليبيا. وتعين عليه أن يقنع أحزابا في تونس أولا، وبشكل رئيسي، حزب « المشروع » الذي تجمعه بـ »البام » صلات متينة.

وينعش هذا المشروع الذكريات بشأن مشروع مماثل كان إلياس العماري أطلقه عام 2018، لتوحيد أحزاب تملك حساسية كبيرة إزاء الإسلاميين، بينها حزب « المشروع » بتونس، ولاحقا ضم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى تشكيلة من الهيئات المغاربية التي تسعى جاهدة لاحتواء السيطرة الانتخابية للإسلاميين، غير أن تلك الخطط سرعان ما جرى إهمالها عقب تنحية العماري من منصبه كأمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة. وحزب « المشروع » تأسس عام 2016، بعدما غادر رئيسه آنذاك، محسن مرزوق، حزب « نداء تونس » حيث تجمع غالبية شخصيات التجمع الدستوري الديمقراطي ممن حكموا بجنب الرئيس الأسبق زين العابدين بنعلي.

ولئن كان وهبي قد قابل قيادة حزب « المشروع » كذلك مطلع هذا الأسبوع، إلا أن الخطط تغيرت عما كانت عليه إبان عهد سلفه في الحزب إلياس العماري. يقول وهبي في توضيحات قدمها لموقع « اليوم 24 » على الهاتف من مقر إقامته بتونس، إن خططه « دون شك، ليست كتلك التي كانت في جيب إلياس. سنسير في هذه الطريق بشكل مختلف شكلا ومضمونا ».

ولاحقت إلياس الكثير من الانتقادات حول نواياه لتشكيل اصطفاف حزبي مغاربي مناوئ للإسلاميين، وعلى ما يبدو، فإن هذه النقطة بالضبط، لم تعد مدرجة في جدول أعمال وهبي في هذه المرحلة، « ولا في أي وقت آخر »، كما يستدرك وهبي. كيف ذلك؟ يجيب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بأن « المناقشات التي جرت مع قادة الأحزاب التي قابها في تونس، وبالخصوص حزب « المشروع »، شددت على أهمية البحث عن الطريقة المناسبة في النظر إلى مسألة الأحزاب الإسلامية، بدلا عن الأجندة التي كان قادة حزب المشروع قد اتفقوا بخصوصها مع إلياس » العماري.

ويضيف شارحا: « لقد تحدثت مع قادة « المشروع »، وهم على وعي أيضا بأننا يجب أن ننظر بشكل جدي بشأن الطريقة التي ينبغي بها التعامل مع الإسلاميين، بدلا عن الطريقة القديمة التي كان يخطط لها ».

ويصنف وهبي كواحد من السياسيين المغاربة الذين يحتفظون بصلات ود مع حزب العدالة والتنمية، بالرغم من أن حزبه كان يعاديه منذ تأسيسه، وما يزال بعض أعضائه مستمرون في معاداته حتى الآن. لكن الأمين العام الحالي لحزب الأصالة والمعاصرة، قام خلال جولته في تونس بمقابلة راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة، وكال له المديح.

وعلى خلاف إلياس، فإن وهبي وسع دائرة مناقشاته بخصوص تشكيل تحالف، وشملت إلى جانب حزب « المشروع »، كل من حزب « الأمل »، و »قلب تونس »، و »تحيا تونس »، لكن لم يتضح بعد من هي الأحزاب بين هذه ممن ستشكل مبادرة الحوار التي ينوي وهبي إطلاقها، بدلا عن « إعلان المنستير » الذي وقعه سلفه إلياس. ويقول وهبي إن « توسعة قائمة الأحزاب المستهدفة بمبادرة الحوار دليل على نواياه لأن يكون الهدف هو دعم الانتقال الديمقراطي في دول المغرب الكبير، وليس التضييق على كتل سياسية معينة ».

وفي حال ما إن نجحت هذه الخطوة مع الهيئات التونسية، فإن « البام » يسعى إلى توسعة أكبر، تشمل أحزابا في الجزائر، كما في موريتانيا. ويقول وهبي: « ستكون تلك هي الخطوة الموالية ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي