"السوبر ليغ" تثير جدلا في أوربا و"اليويفا" في موقف ضعف

20 أبريل 2021 - 20:00

خلقت البطولة المستجدة السوبر ليغ، أو دوري السوبر الانفصالي لكرة القدم، بقيادة فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد الإسباني، ضجة كبيرة في أوربا، منذ الإعلان عنها.

البطولة التي جعلت الكل مصدوما من اتحاد أوربي، ودولي لكرة القدم، وبعض الاتحادات، والفرق، وكذا متابعي الرياضة عامة، وكرة القدم خصوصا، جاءت لتمثل تطورا اقتصاديا كبيرا سنويا، بما يساهم في دعم كرة القدم الأوربية، علما أن المكافآت ستكون أكبر بكثير من بطولات الاتحاد الأوربي، إذ يُتوقع أن تتجاوز الأرباح 10 مليارات أورو.

وعلاقة بالموضوع، قال الصحافي الرياضي حمزة اشتيوي في تصريح خص به “اليوم24″، إن مسابقة السوبير ليغ، كتسمية هي ثورة وزلزال في كرة القدم الأوربية، ولعل أسباب تنظيمها وخروجها هي أسباب مالية صرفة واضحة للعيان، كما أشارت الكثير من التقارير والمعطيات الموجودة لحد الساعة.

وأضاف اشتيوي، أن تمرد هذه الأندية الكبرى على اليويفا كان في الكواليس من قبل، لكن ربما ظهور كورونا كان بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس، نظرا للضرر الكبير الذي تعرضت له هذه الفرق في الميركاتو الماضي، وكذا غياب الجماهير الذي أثر بشكل كبير على المدخول المالي لها، لذا ربما قررت إعادة حساباتها، واتفقت على أنها لا تستفيد بالشكل الكافي ماديا من المسابقات الأوربية.

وأردف المتحدث نفسه، أن هذه الأندية اقتنعت بأن القيمة المالية لهذه المسابقات لا ترقى لا بها ولا بالبطل، كما أن عائدات البث التلفزيوني، وكل الأمور المادية المتعلقة بالمسابقات الأوربية ترى بأن اليويفا هي المستفيد الأكبر، لذلك قررت التمرد عليها، لأنها تعلم مسبقا أن الاتحاد الأوربي بدونها لا يساوي شيئا.

وتابع، اليويفا عليها إيجاد حل لهذه الأندية وإرضائها، لأن تنظيم هذه الكأس سيكون بمثابة ثورة كبيرة في عالم كرة القدم، خصوصا وأن قانون المسابقة يقول إن الفرق المنظمة للسوبير ليغ ستشارك بشكل دائم، لذا فحتى الدوريات التي تنتمي إليها هذه الأندية ستتأثر بشكل كبير، كون المنافسة ستغيب عليها كما كان من قبل لغياب الحافز، ففي سنة 91/92 كان هناك صراع بالبريمرليغ بين الأندية والاتحاد، والانتصار في الأخير كان لصالح الأندية، لذا فإنني أظن أنها في موقف قوة، واليويفا في موقف ضعف، وإن لم تجد الحل فالأمور ستكون خطيرة على كرة القدم .

وختم المتحدث نفسه تصريحه قائلا، اليويفا في موقف ضعف، وعليها أن تجالس هذه الأندية في أقرب وقت لإيجاد حل وسط.

وفي السياق ذاته، قال الصحافي جمال اسطيفي في تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، إن “دوري السوبر الأوربي الذي اتفق على تنظيمه 12 ناديا أوربيا، هو أشبه بعمليات السطو المسلح، وسرقة موصوفة لروح كرة القدم القائمة على مبدأ التنافس الرياضي الشريف، وعلى الهامش الذي يتيح للفرق الصغيرة أو المتوسطة أن تهزم فرقا عملاقة، وهو ما يصنع جزءا من متعة وإثارة وجنون كرة القدم”.

وأضاف اسطيفي، “صحيح أن الأندية الكبرى تعيش وضعا ماليا صعبا، وصحيح أن مطالب رفع الحوافز المالية لمسابقة دوري أبطال أوربا مطلب مشروع، لكن غير المشروع هو أن يلتئم 12 ناديا فقط، ويقرروا تنظيم المسابقة، ويضمنوا المشاركة في هذه البطولة سنويا، في قفز صريح على الاستحقاق المحلي الذي يقود إلى المشاركة القارية والعالمية”

وتابع “تخيلوا غدا لو أن العدوى انتقلت إلى المنتخبات، وقررت اتحادات البرازيل والأرجنتين وألمانيا وفرنسا وإسبانيا والأوروغواي وإيطاليا ومنتخبات أخرى،تنظيم كأس عالم بنفس هذه الطريقة، مع توجيه الدعوة في كل دورة لأربعة منتخبات لتنضم لها.

وأردف المتحدث نفسه، “المثير في ما جرى هو أن جياني إنفاتينو الذي رفض قرار إقامة السوبر الأوربي، سبق له أن اقترح سوبر إفريقي بنفس الطريقة بمشاركة 20 ناديا فقط، لكن الأفارقة طردوه في اجتماع جرى بالرباط، قبل أن يرتب أموره ويعود للسيطرة على الكاف”.

وختم بالقول “ما حدث في أوربا عنوان لجشع بلا حدود، وعنوان لغياب الحد الأدنى من الأخلاق الرياضية، ومع موقف المفوضية الأوربية والزلزال الذي هز عالم كرة القدم والردود العنيفة للاتحاد الأوربي والفيفا، فإن الملف قد يحسم بالرفع من الحوافز المالية للأندية التي تلعب أدوارا متقدمة في دوري أبطال أوربا، خصوصا أنها تستقطب الجمهور وتغري الرعاة”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *