بعد جلسة مجلس الأمن.. دعوات لتحرك الدبلوماسية المغربية نحو تعزيز المكاسب

23 أبريل 2021 - 16:00

بعد يومين من المشاورات التي خصصها مجلس الأمن الدولي لقضية الصحراء المغربية، لم يصدر بعد أي بيان رسمي عن الهيئة الأممية حول مخرجات هذا الاجتماع، إلا أن تصريحات مندوبي الدول دائمة العضوية في المجلس، وسط دعو عدد من الأصوات للحكومة المغربية، لتغيير قواعد التعاطي مع القضية الوطنية دبلوماسيا، بدفع الدول التي تربطها علاقات استراتيجية بالمغرب نحو الاعتراف بسيادته على الأقاليم الجنوبية، والسعي نحو طرد الجبهة الانفصالية أو تجميد عضويتها في الاتحاد الافريقي.

 

الدعوة للانخراط البناء في المسلسل السياسي إدانة ضمنية للجزائر 

تعليقا على مخرجات جلسة المشاوات في مجلس الأمن، وما جناه المغرب منها، يقول أحمد نور الدين، الخبي في العلاقات الدولية، أنه من ضمن ما نقل عن هذه المشاورات دعوة أعضاء مجلس الأمن مجددا “للانخراط البناء لكل الأطراف في المسلسل التسوية السياسية”، معتبرا أن هذه التوصية هي تنديد مبطن للأطراف التي تعرقل مسلسل التسوية، الجارة الجزائر وجبهة “البوليساريو” الانفصالية.

وربط نور الدين بين الدعوة الأممية للانخراط في مسلسل التسوية، وبين رفض الجزائر والجهة الانفصالية لمرتبن متتاليتين خلال الأشهر الأخيرة لشخصيتين تم اقترحهما لمنصب المبعوث الأممي للصحراء، وهما رئيس الوزراء الروماني السابق الذي تم الاستنا على رفضه لى حضوره لمنتدى كرانس منتانا في الأقاليم الجنوبية، ووزير الخارجية البرتغالي السابق، الذي اتهمته الجزائر بعدم الحياد بتأويل تصريحات سابقة له.

الدعوة للانخراط في المسلسل السياسي، حسب تحليل نور الدين، هي كذلك اعتراف بمصداقية المغرب وانخراطه الجدي في مسار التسوية، مقابل ما تقوم به الجزائر من عرقلة نذ سنوات، حيث عرقلت مخطط جيمس بيكر للتسوية، و
دفعت للانسحاب من لجان تحديد الهوية وعرقلت إخراج القوائم لتحديد ساكنة الإقاليم الجنوبية، كما عرققلت خطة المغرب للحكم الذاتي ومساعي الأمم المتحدة وآخرها تعيين مبعوث جديد للمنطقة.

 

 

مقابل التعثر الذي يعرفه المسار السياسي في المنطقة، يقول نور الدين أن الاشكالات الكبرى يتم اللجوء لتفتيتها لجزيئات، وحل كل جزء على حدا للتوصل إلى حل نهائي، وهو ما يمكن تطبيقه على قضية  الصحراء المغربية، بإعادة  المحتجزين في تندوف حيث أنه اذا أغلقت المخيمات ستفقد الجزائر ورقة الضغط الوحيدة التي تملكها، موضحا أن رفض الجزائر لعملية إحصاء المحتجزين في المخيمات نابع من الحمولة السياسية لعملية الاحصاء، لأنها تعرف أنه من ضمن الاجراءات التي يتم الاستناد عليها فيالاحصاء، طرح سؤال ثلاثي على كل لاجئ بمفرده أمام لجنة أممية، ويتم تخييره بين البقاء في المخيم أو العودة لموطنه أو اختيار بلد ثالث، مضيفاأنه “لو تم الاستفتاء بهذه الطريقة ثلاثة أربعاع سكان المخيمات ستعود للوطن، هذه المآساة تستغلها لجزائر وتعرقل كل الخطوات لحلها”.

 

 

اشكال قرارات مجلس الأمن 

على ضوء تحليل المستجدات الأخيرة، يرى نور الدين أن الاشكال الكبير في قرارات مجلس الأمن حول الصحراء، يتمثل في كونها تصدر بالتوافق بين الأعضاء وبالتالي فكل قرار يمكن أن يحمل الشيء ونقيضه، مراعاة للتوافق بين مختلف المكونات، وهذا ينطبق كذلك على تقارير الأمين العام للأمم المتحدة.

ومن بين أوجه هذا التناقض في قرارات مجلس الاعمن حول الصحراء، أن عددا منها يشيد بالتقدم الملموس في مجال حقوق الانسان بالمغرب، وفي نفس الوقت تشيد بالجبهة الانفصالية، وهذا إشكال عام، خصوصا أن هذه القرارات لا تنتهي إلى إدانة الجزائر مباشرة بسبب عرقلة مسار التسوية ورفض تعيين مبعوث جديد، رلا تدين الجبهة بعدما أعلنت رسميا عن تحللها من اتفاق وقف اطلاق النار والعودة لحمل السلام، وهو اعلان كان يجب أن يشكل لوحده موضوع قرار لمجلس الأمن لأنه يعني موت مسلسل التسوية.

 

تغيير في الدبلوماسية المغربية

في ظل التعثر الذي يعرفه مسلسل التسوية السياسية للنزاع المفتعل، يرى نور الدين أن الوضع بات يستدعي من الخارجية المغربية الضغط على الشراء الاستراتيجيين للمغرب، للتعبير عن مواقف واضحة من القضية الوطنية ” لا يمكن أن تبقى بهذه الليونة التي تفقد الموقف المغربي قوته مقابل الاشتراطات التي تضعها لجبهة والجزائر”.

ويقول نور الدين، أن المغرب مطالب بأن يشترط على الأمم المتحدة  إدانة واضحة لتنصل الجبهة من اتفاق وقف اطلاق النار، وإلانة واضحة للجزائر  لتي كانت تدعو جهاراللعودة للسلاح تزامنا مع أزمة الكركرات، وإدانة كافة الأطراف التي عرقلت تنفيذ قرارات سابقة، وهو ما بات يسمح به موقف المغرب الذي تعزز عربيا وافريقيا ودوليا بانضمام دول جديدة لصفه.

 

دبلوماسيا يقول نور الدين إنه على المغرب أن يعزز مكاسبه من خلال انتزاع مواقف واضحة من الدول الصديقة حتى لا تبقى ضبابية في هذا المجال، ويجب على المغرب أن يدفع نحو استصدار رسائل في اتجاه دعم سلامة اراضيه، من خلال تبني  مبادرة داخل الجامعة  العربية كريالة أو  توصية رسمية لدعم سلامة أراضيه خصوصا أن الجامعة لا تعترف بالجبهة ويمكن للمغرب  أن يستغل الدعم الواسع الذي يحطى به موقفه بين الدول العربية، كما أنه يمكن أن يعزز تموقعه بتوجيه منظمة مؤتمر العالم الاسلامي رستلة لرئيس مجلس الأمن تضغط فيها لانهاء النزاع المفتعل.

أما دوليا، فيرى نور الدين أن المغرب مطالب بأن يشترط على دول تربطه معها علاقات استراتيجية مثل فرنسا واسبانيا بمواقف واضحة من النزاع المفتعل، معتبرا أنه ”  ليس مقبولا أن تستفيداسبانيا من امتيازات الشريك الاقتصادي الأول للمغرب والصيد البحري والصفقات وفي نفس الوقت يدعمون حالة الجمود بصوتهم، بعد الموقف الأمريكي على المغرب  أن يستغل الوضع من خلال الضغط”، مضيفا أن “الليونة التي نتعامل بها اليوم تجعل الخصوم يستأسدون على المغرب”.

اللجنة الرابعة والاتحاد الافريقي.. نقاط عالقة

على الرغم من كل ما حققه المغرب مؤخرا من مكاسب لقضيته الوطنية، يقول نور الدين أنه “يجب أن لا نغتر لأن هناك نقاط استراتيجية لازال عالقة”، أولها ضرورة إخراج ملف الصحراء المغربية من اللجنة الرابعة الخاصة بتصفية الاستعمار، لأن على الرغم من أن المغرب الذي أدخل الملف في هذه اللجنة لتصفية الصحراء من الاستعمار الاسباني، إلا أنه وجوده فيها اليوم بات يستغله الخصوم، وكل سنة تتقدم الجزائر بتوصية في هذه اللجنة يكتفي  المغرب بتعديلها.

على مستوى الاتحاد الافريقي، يرى نور الدين أن الظروف أصبحت مواتية للقيام بمبادرة مغربية مدعومة من طرف الأصدقاء لتجميد عضوية الكيان، حيث أنه من إصل 54 دولة فقط 12 هي التي تعترف به، ومنهم نيجيريا التي تعترف بالكيان الوهمي ولكنها أصبحت صديقة للمغرب وباتت تجمعها معه مشاريع اقتصادية ضخمة مضيفا آن ” هذا وضع غير مسبوق في المنظمات ويسهل طرده من الاتحاد”.

 

ميدانيا، فالمغرب من خلال تنظيمه للانتخابات الجماعية والجهوية فإن يعتبر تقريرا للمصير حسب القانون الدولي، لان انخراط الساكنة بالمشاركة في الاقتراع او لاستفتاء فإنه رأي الساكنة، وهو تعبير ان الساكنة مغربية وتشارك في العملية السياسية، وهو ما يجب تكريسه وإعطاءه بعدا دوليا، بأن يصبح المنتخبون في الأقاليم الجنوبية طرفا في المحادثات وأن تم توسيع المحادثات لتشمل أطراف أخرى لأن البوليساريو تفتت ولم تعد المخاطب الوحيد، هناك هيئات أخرى تفتقت عنها مثل تيار المحجوب ولد السالك وصحراويون من أجل السلام.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قالب أبريل منذ سنتين

المغرب ارطب بزاف اخصو يزير باش يلقا مايرخف فرنسا إسبانيا أمريكا ألمانيا فقط للمصلحة وكسب للغناءم يضحكون أمامنا فقط لإتمام المهزلة والاغراء وكسب الأطماع ونحن نحلم ومتى سنستيقص

قالب منذ سنتين

المغرب عليه أن يكون صلبا لا لينا والدول تعرف ذلك السلام والدبلوماسية والصلب في أعين الأعداء اما اسبانيا المانيا صنعوا قالب أبريل للمغرب لأنهم يعرفونه في الأخير لا يفعل شيئا العلاقة مع المغرب متينة والعلاج فقط إنساني و

مغربي منذ سنتين

ليس الجارة الجزائرية بل العدوة الجزائرية .

التالي