بعد الأزمة الكبيرة، التي عاشتها، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، التي عطلت الاقتصاد العالمي، وشلت الحركة بين الدول، عادت أسعار النفط الخام إلى تسجيل ارتفاع متسارع، في الأسابيع القليلة الماضية، بسبب ارتفاع الطلب العالمي على المادة الحيوية مع مؤشرات التعافي الأولية من الجائحة.
وبلغت أسعار تعاملات، اليوم الاثنين، أكثر من 75 دولارا للبرميل من مزيج برنت، و74 دولارا للخام الأمريكي، وهو المعدل الأقرب إلى أعلى مستوياتها في الثلاث سنوات الماضية.
ومنذ بداية العام الحالي، سجلت أسعار النفط ارتفاعا بنحو 50 في المائة، بواقع 48 بالمائة لخام برنت، و53 في المائة للخام الأمريكي، بينما ارتفعت المكاسب بنسبة 80 في المائة منذ إعلان شركتي « فايزر »، و »بيونتيك » عن تطوير لقاح ضد فيروس كورونا، في نونبر الماضي.
وبإغلاق تعاملات الجمعة، تكون أسعار الخام قد ارتفعت بما يزيد عن 300 في المائة منذ انهيارها غير المسبوق، في أبريل 2020، بالتزامن مع بلوغ تفشي فيروس كورونا ذروته في العالم، الأمر الذي كبد اقتصاديات الدول المنتجة للنفط الخام خسائر فادحة، بعدما هبطت إلى تحت 16 دولار للبرميل.
ويبدو أن الدول المنتجة ستستعيد توازنها المفقود في ظرف وجيز، بسبب الارتفاع المتزايد لأسعار النفط، وفي المقابل، ستتأثر الدول المستوردة للنفط، وستجد صعوبة في الحفاظ على المكتسبات الاقتصادية، التي حققتها، بسب انهيار الأسعار في السوق الدولية، إذ يبقى الاقتصاد المغربي غير بعيد من هذا الارتفاع.