طالب أكثر من 250 مفكرا، من المغرب، وإسبانيا بإعادة الانسجام، وروح التعاون والدفء للعلاقات المتوترة بين إسبانيا والمغرب، وقالوا في بيان لهم نشرته وسائل إعلام إسبانية إنهم يأسفون لأن « الخطاب الراديكالي وغير الضروري تسبب في احتقان العلاقات بين البلدين »، كاشفين بأنه « يهدف إلى وضع حد للجهود الكبيرة للحوار والبحث والتفاهم المتبادل بين إسبانيا والمغرب » وهي الجهود التي أكدوا على أنها آخذة في الازدهار.
ووقع أكثر من 250 مفكرا من ضفتي مضيق جبل طارق، أمس الجمعة، على بيان مشترك، شددوا فيه على ضرورة إعادة روح « الانسجام، والتعايش، التي يجب أن تسود في جميع الأوقات بين إسبانيا، والمغرب، وعلى ضرورة استعادة الثقة، والاحترام المتبادل بين البلدين.
وهو النداء، الذي تم التوقيع عليه، بشكل أساسي من قبل أساتذة جامعيين – من أصل إسباني مغربي، ومستعربين إسبان – بالإضافة إلى كتاب، وشعراء، ومؤرخين، وصحافيين، ومترجمين، ومعظمهم ناشطون في مجال العلاقات الثقافية الإسبانية المغربية، جميعهم طالبوا بضرورة التصدي، والوقوف في وجه الخطاب الخاطئ والمسموم، الذي تستخدمه بعض المجموعات الإعلامية والشبكات الاجتماعية (في كلا البلدين) على أساس ما وصفوه ب » الخداع، والتلاعبات الضارة، التي تسعى فقط إلى إثارة خلفية كراهية الأجانب »، منوهين بما أسموه تضاعف « الخطابات، والمراجع، والأحكام المسبقة في أعقاب الأزمة المتصاعدة بين المغرب، وإسبانيا.
وحذر المفكرون المغاربة، والإسبان من تنامي « الخطاب الراديكالي وغير الضروري، الذي يهدف إلى نسف الجهد الكبير للحوار، والبحث، والتفاهم المتبادل، الذي طوره المجتمع المدني، والطبقة المثقفة في إسبانيا والمغرب ».
وفي الوقت، الذي نأى فيه بيان المفكرين المغاربة والإسبان، عن ذكر الأحداث، والمواقف، التي أدت إلى مناخ التوتر الحالي، بين المغرب وإسبانيا، خصوصا ملف الصحراء المغربية، والذي يعتبر بالنسبة إلى المغرب أصل الأزمة الحالية بأكملها مع جارته الشمالية، التزم المفكرون الإسبان، والمغاربة في بيانهم المشترك بـ « التعاون القوي بين منظمات المجتمع المدني على جانبي مضيق جبل طارق حتى تكون مساهمتهم توافقية وجماعية، ومفيدة لمجموعة واسعة من المواطنين ».
يذكر أن من بين الموقعين أسماء مغربية مثل الروائي الطاهر بنجلون والشاعر عبد اللطيف اللعبي، والمترجم محمد المدكوري ، إلى جانب إسبان مثل المؤرخ فيكتور موراليس ليزكانو، والشعراء أنطونيو هيرنانديز، ورافائيل غيلين، والصحافي، خافيير فالينزويلا.