دق حقوقيون، وأخصائيون نفسيون ناقوس الخطر حول ما أسموه “العنف الرقمي”، الذي، غالبا، ما يكون ضحاياه من فئة القاصرات.
و”أعمار هؤلاء الضحايا، أقل من 18 سنة، وقد انقلبت حياتهن رأسا على عقب، بعد أن وقعن في قبضة أشخاص مجهولين، ومبتزين، ينشطون بكثرة في وسائط التواصل الاجتماعي”، بحسب ما كشفته إيمان قبيو، عن حركة “ديما في راسك”، في تصريح لـ”اليوم24″، وذلك على هامش الندوة الوطنية، التي عقدتها جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، اليوم الخميس.
وأضافت المتحدثة نفسها “أن أشخاصا مجهولين يفتحون صفحات على “أنستغرام”، أو “فايسبوك”، لنشر صور فتيات قاصرات، قصد ابتزازهن، فقط، وتحويل حياتهن إلى جحيم”، لافتة الانتباه إلى “وجود عدد كبير من هاته الصفحات، التي تتكاثر بكثافة على وسائط التواصل الاجتماعي”.
وزادت إيمان أن “بعض الضحايا حاولن الانتحار، لأنهن يواجهن هذا المشكل الخطير لوحدهن من دون حماية أسرية”، تضيف المتحدثة نفسها.
و”حتى المبتزين يختارون ضحاياهم بعناية، إذ غالبا ما تكون الضحية ساذجة، وسهلة، ونفسيتها مهزوزة”، تقول إيمان، التي شددت على أن “الأسر، بصفة عامة، عليها خلق نقاش مع أبنائها، لأن بعض الضحايا لا يستطعن فتح نقاش مع أمهاتهن، أو آبائهن”.
وبدورها، عرفت رجاء احمين، منسقة مراكز الاستماع لجمعية التحدي للمساواة والمواطنة، العنف الرقمي بـ” التحرش الجنسي، والابتزاز المالي، والجنسي، بالإضافة إلى التنمر، والتهديد بنشر صور، وفيديوهات ذات طبيعة جنسية..”.
وأوضحت رجاء، في حديث مع “اليوم24″، أن 112 قاصرة تعرضن إلى العنف الرقمي، بحسب ما توصلت إليه جمعية التحدي السالفة الذكر، وذلك عن طريق ثلاث وحدات من الاستماع، الأولى أن عددا من القاصرين جاؤوا رفقة أسرهن إلى مركز جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، من أجل تسليط الضوء على قصتهم، والآلية الثانية، وخلال فترة الحجر الصحي، اتصل عدد من القاصرين بالجمعية السالفة الذكر، والآلية الثالثة، وحدة متنقلة تجوب المؤسسات التعليمية للتعرف عن هذه الحالات.
وشددت المتحدثة نفسها على أن هناك ضحايا العنف الرقمي بالآلاف، والمشكل فقط هو عدم التبليغ عن هؤلاء المبتزين، وذلك لأسباب اجتماعية متعددة، أساسها الخوف من ردة فعل أولياء أمورهم، فضلا عن ذلك، المساطر القانونية تنص على ضرورة تبليغ والي الأمر، لأن القانون لا يقبل شكاية قاصر أقل من 18 سنة.