هاجم مصطفى بيتاس، رئيس فريق التجمع الدستوري، حزب العدالة والتنمية بالبرلمان اليوم. ففي الوقت الذي وصف فيه بيتاس حصيلة الحكومة بـ »الإيجابية »، فإنه هاجم فريق « البيجيدي » واتهمه بخلق أجواء مشحونة سياسيا داخل البرلمان، بلغت حد امتناعه عن التصويت على مشاريع قوانين صادقت عليها الحكومة في مجالس حكومية، ووصل مستوى الرفض بالتصويت على أخرى في سابقة غريبة عن الديمقراطية، بحسب المتحدث، « وفي تصرف من المفروض أن يؤدي إلى سحب الثقة من هذه الحكومة، لولا الألطاف الإلهية وتعقل الشركاء »، يقول بيتاس.
واتهم بيتاس فريق « البيجيدي » في مداخلة بمناسبة مناقشة حصيلة حكومة سعد الدين العثماني بمجلس النواب مساء اليوم الاثنين، بـ »الانتقائية » في مراقبة الحكومة، وهو الموقف الذي قال بيتاس إنه يعبر عن حالة نفسية غريبة في مراقبة العمل الحكومي، حيث يتم التعاطي بانتقائية شديدة مع قطاعات بعينها، تؤكد حسب بيتاس بأن فريق « البيجيدي » عوض أن يشكل صمام أمان لهذه الحكومة، شكل عبئا عليها وعلى أغلبيتها، دون الخوض يضيف بيتاس في أساليب الشك واعتماد أسلوب التباكي بشكل مفضوح يسيء للتجربة الحكومية، وينفر المواطنين من متابعة الشأن العام والسياسي .
وقال بيتاس وهو يهاجم الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية، « لسنا في لحظة مجاملة، بل نعيش لحظة مصارحة سياسية، نودع فيها مرحلة، وننتقل إلى أخرى محكومة بما ستسفر عنه نتائج صناديق الاقتراع ».
ويرى المتحدث أن حزبه واجه تحديات وإكراهات عديدة وأصابت حزبه نيران حارقة من مصادر مختلفة، مضيفا، « واجهناها بترفع عن صغائر السياسة دون إخلال من حزبنا بواجب الوفاء للأغلبية الحكومية، أو التصرف وفق ردود أفعال صبيانية هدفها تحويل فضاء البرلمان إلى ناد للتراشق اللامسؤول، والذي لا يخدم إلا التسييس والعزوف، دون أن يتنازل حزبنا عن هويته الحزبية ».
بيتاس قال أيضا إنه « رغم تقلبات ومطبات المناخ السياسي، وإيمانا يضيف بأن المغرب محكوم بمعادلة ديمقراطية متميزة، تقوم على التنوع وحسن تدبير العملية الديمقراطية تحت قيادة الملك محمد السادس، واحتراما لهذا التعدد، تم منع فكرة الحزب الوحيد في المغرب بعد الاستقلال كما كرستها جميع الدساتير، بما فيها دستور 2011.
وأوضح بيتاس أنه في ظل هذا المناخ والإدارك الفعلي بجسامته، كان حزب التجمع الوطني للأحرار حريصا في فريقه، على اتخاذ مواقف سياسية تجاه ما يفعله نواب « البيجيدي »، قائمة على التعدد النوعي، وعلى استمرار التجربة الحكومية الحالية واستمرار تماسك فريقها، والتماهي مع جميع مكوناتها السياسية، مهما ما واجهتهم من خلافات وتباين في التقدير والتقييم والمواقف. مبرزا أن فريقه قدم المصلحة العليا لمصالح الاتئلاف الحكومي الذي جمع حزبه مع « البيجيدي »، والتضامن الحكومي الذي حكم مواقفهم عن المصلحة الخاصة.