يفتقد حزب العدالة والتنمية في الحملة الانتخابية الجارية أطوارها، أحد أسلحته الانتخابية التي ميزته طيلة المحطات السابقة، والمتمثل في عبد الإله بنكيران الأمين العام السابق للحزب، والذي يمكن أن يكون له تأثير على حضور الحزب وقوته في الساحة السياسية.
ويمثل بنكيران قوة ضاربة على مستوى التواصل والخطاب، حيث شكلت المهراجانات الخطابية التي أطرها في انتخابات 2016 والحشود التي حضرتها بمختلف مدن وأقاليم المملكة، علامة فارقة في تاريخ الحزب وشعبيته.
لكن مع الوضع الذي فرضته جائحة فيروس كورونا المستجد في البلاد، ومنع التجمعات الخطابية في الحملة الانتخابية لهذه السنة، قلل من تأثير غياب بنكيران وحدة المقارنة التي كانت قيادة الحزب الحالية ستجد نفسها في مواجهة مباشرة معها.
وقال قيادي بارز في حزب العدالة والتنمية فضل عدم ذكر اسمه، لدى سؤاله من قبل “اليوم 24” حول غياب بنكيران عن الحملة الانتخابية، إن “كورونا ساهمت في التخفيف من أثر هذا الغياب وأنقذت الحزب من إشكالية المقارنة”، مستدركا أنه ” من الصعب إجراء المقارنة في ظل الشروط والظروف الحالية”.
وفي تعليقه على الموضوع، قال عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، “بدون شك مساهمة أي فرد في العدالة والتنمية لا يمكنها إلا أن تكون مفيدة فما بالك برموز المشروع، وهذا لا يحتاج إلى مرافعات، هذا من باب السماء فوقنا والأرض تحتنا”.
وأضاف أفتاتي في حديث لـ”اليوم 24″، أن “أي مساهمة معهودة إلا وهي أمر مطلوب ومفيد، فما بالك برموز ومؤسسي المشروع”، معتبرا أن تأثير غياب بنكيران عن الانتخابات سيكون واضحا.
واستدرك أفتاتي الذي تحاشى ذكر بنكيران باسمه، قائلا: “الرموز يبقى لها التقدير بالنسبة لكيفية المساهمة وتوقيتها، لكن لابد أن تكون المساهمة، لأن عندها أوضاع اعتبارية معينة وعندها تقديرات يعود إليها تقدير الأوقات المناسبة والكيفيات المناسبة”.
وزاد أفتاتي موضحا “بالنسبة لأشخاص معدودين أوضاعهم الاعتبارية كسائر الأشخاص، ومواقفهم ليست كسائر المواقف. هذه الرموز يعود إليها تقدير كيفيات وتوقيت الإسناد ولا يحق لي أن أقرر فيها أو أتدخل فيها، ولكن الأصل هو العمل الجماعي والإسناد، كل من موقعه للمشروع الإصلاحي الذي يوجد اليوم في مواجهة شرسة مع ملك المحروقات والغاز”، في إشارة إلى عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار.