تراهن الجمعيات المهنية للقضاة على انتخاب ممثليها في المجلس الأعلى للسلطة القضائية في العملية التي ستجرى يوم السبت 23 أكتوبر المقبل، وأعلن المجلس بدء إيداع التصريحات بالترشيح الخاصة بها انطلاقا من 13 شتنبر، من أجل ضمان تمثيلية قادرة على المساهمة في تعزيز المسلسل الإصلاحي لقطاع العدالة بالبلاد.
وتعد الانتخابات التي ستجري لأول مرة تحت إشراف قضائي كامل للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، بعدما كانت تشرف عليها وزارة العدل، محطة أكد عبد اللطيف الشنتوف، رئيس نادي قضاة المغرب، أنها « رهان جديد بالنسبة للقضاة وباقي المؤسسات »، وحذر من السلوكات التي يمكن أن تضر بسمعة القضاء.
وأضاف الشنتوف في تصريح لـ »اليوم 24 » أن نادي القضاة « يعقد على الانتخابات رهانا كبيرا لتجديد تركيبة المجلس الأعلى للسلطة القضائية، بعد التغييرات الجذرية التي أحدثها جلالة الملك على مستوى رئاسة المجلس ورئاسة النيابة العامة وتعيين أعضاء جدد من القضاة وهم شخصيات مشهود لها بالكفاءة في مارس الماضي ».
وأوضح الشنتوف أن القضاة وجمعياتهم المهنية يتطلعون إلى أن تفرز الانتخابات « نخبة قادرة على المساهمة في المسلسل الإصلاحي ومواكبة التغييرات التي شهدها المجلس الأعلى للسلطة القضائية في مارس الماضي ».
وسجل المتحدث ذاته أن التجديد الذي ستعرفه الانتخابات من الناحية التقنية « ربما خيار فرضته الرقمنة ويفرض نفسه في الإدارة القضائية ورهان كبير فرضته بقوة جائحة كورونا »، مبرزا أن القضاة « المترشحين ستمكنهم الرقمنة من التواصل مع الناخبين من خلال الموقع الذي أحدث لهذا الغرض ».
وشدد رئيس نادي قضاة المغرب على أن الرهان « كبير على القضاة في أن يعطوا القدوة والمثال في انتخاب ممثليهم »، معتبرا أن السلوكات التي تضر بالعملية الانتخابية « غير مقبولة نهائيا في الجسم القضائي. لأن الناس الذين يلجؤون إلى القضاة لحل نزاعاتهم لن يقبلوا أن يروا عمليات من هذا النوع »، مستدركا أنه لا توجه اتهامات لأي أحد.
وختم الشنتوف قائلا: « يجب أن نحرص كجمعيات وقضاة أفراد على أن تمر هذه العملية في جو من النزاهة والشفافية، والابتعاد عن أي عمل قد يمس بسمعة القضاء في نهاية المطاف »، وفق تعبيره.
وكان المجلس الأعلى للسلطة القضائية قد أعلن في بيان أمس، أنه من أجل الانخراط في الميثاق الأخلاقي لانتخابات ممثلي القضاة بالمجلس، الذي تم إعداده بمشاركة مع الجمعيات المهنية للقضاة، سيتم وضع نسخة من الميثاق رهن إشارة المترشحين بالأمانة العامة للمجلس قصد توقيعه بتزامن مع وضع الترشيح. وسيشار إلى هذا التوقيع في الصفحة الخاصة بالانتخابات بالموقع الإلكتروني للمجلس، وفقا لما نص عليه الميثاق نفسه.
ومن جهة أخرى، وفي إطار تنفيذ الميثاق الأخلاقي للانتخابات، ولتوفير ظروف مناسبة لتعريف المترشحين بأنفسهم، تراعي شروط الحماية الموصى بها لتلافي انتشار جائحة كورونا، سيُدعى المترشحون مباشرة عند تقديم ترشيحاتهم إلى تسجيل وصلة مصورة باستوديو خاص بمقر المجلس، لا تتجاوز مدتها 4 دقائق يُعرِّف فيها المترشح بنفسه، سيتم بثها عبر الموقع الرسمي المخصص للانتخابات، طيلة المدة المحددة للمترشحين للتعريف بأنفسهم.
ويتعين حسب بلاغ المجلس الأعلى للسلطة القضائية، أن يراعي مضمون هذه الوصلات القانون والأخلاقيات القضائية، ولذلك وجب أن يهيئ المترشحون وصلاتهم لتسجيلها لحظة إيداع التصريح بالترشيح.
وأنهى المجلس، إلى علم المترشحين، أنه سينشر بموقعه الإلكتروني البطائق المكتوبة التي سَيُعِدُّونها للتعريف بأنفسهم، وتتضمن صورهم، ويدعوهم بالمناسبة إلى المبادرة بوضعها بأمانة المجلس.
ومن جهة أخرى، سيوفر المجلس للمترشحين، خلال الفترة المخصصة للتعريف بأنفسهم، إمكانية إجراء حوارات مباشرة عن بُعد مع زملائهم الناخبين، وسيُبَلَّغ المترشحون بشروط استعمال هذه الإمكانية في أقرب وقت.