بسبب توقف مفاوضات إعمار غزة... حماس تُفعل عمليات "الأدوات الخشنة" لمواجهة الاحتلال

01 سبتمبر 2021 - 23:59

اختارت حركة حماس، الفلسطينية، منذ أربعة أيام التصعيد تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بسبب توقف المفاوضات التي كانت ترعاها مصر بين الطرفين، لإعادة إعمار غزة بعد حرب ماي الماضي، التي تسببت في تدمير الآلاف من المنشئات السكنية والمهنية في القطاع.

وقايض الاحتلال الإسرائيلي ملف إعادة إعمار غزة بإطلاق سراح أسرى الاحتلال الإسرائيلي لدى حماس، هذه الأخيرة التي رفضت مقارنة الملفين، وتُطالب بتسهيل عملية إدخال المنحة القطرية وتوسيع مساحة الصيد في البحر، وفتح المعابر لتخفيف الأزمة الاقتصادية، وتسهيل عملية دخول المواد الخاصة بالبناء.

وتعتبر عملية إعادة إعمار غزة آلية تم إطلاقها سنة 2014 بعد توقيع اتفاقيات بين الأمم المتّحدة، والسلطة الفلسطينيّة والاحتلال الإسرائيلي، تهدف إلى إتاحة إمكانيّة نقل مواد البناء إلى القطاع من أجل إعادة بنائها وتطوير وتنفيذ مشاريع عامة في مختلف المجالات.

أسرى الاحتلال الإسرائيلي مقابل الإعمار… حماس تُصعد

اتجهت حركة حماس إلى تفعيل عمليات الإرباك الليلي المعروف بـ”الأدوات الخشنة”، والذي من خلاله يقوم عدد من عناصر مقاومة الحركة بحرق الإطارات المطاطية، واستخدام مكبرات الصوت والمفرقعات ذات الصوت المرتفع، ما يتسبب في حالة إزعاج لدى سكان المستوطنات.

وتتركز عمليات الإرباك الليلي، التي بدأت نشاطها أول الأسبوع الجاري ولازالت مستمرة لليوم الرابع على التوالي، والتي تقوم بها عناصر مقاومة حركة حماس، على طول الحدود الشرقية الفاصلة بين غزة والاحتلال الإسرائيلي، هذه الأخيرة التي تواجهها بعناصر من الجيش يعرفون بـ”القناصة”.

بالإضافة إلى القناصة، يستعمل الاحتلال الإسرائيلي القنابل المسيلة للدموع لمواجهة عناصر المقاومة الفلسطينية، وذلك لمنعهم من عمليات التسلل واختراق السياج الحدودي الفاصل بين غزة وبين الاحتلال الإسرائيلي.

إعمار غزة… الملف المتوقف

جاء تصعيد حركة حماس تجاه الاحتلال الإسرائيلي بسبب تأخر نتائج المفاوضات حول ملف إعادة إعمار قطاع غزة، ووضع الاحتلال شروطًا أمام الحركة لتخفيف المراقبة في المعابر الحدودية، وأيضاً السماح بمعدات البناء بالمرور إلى القطاع.

وتراجع الاحتلال الإسرائيلي عن تسهيله عملية مرور المواد الحيوية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر التجاري الوحيد بين الجانبين، بالإضافة إلى منع تصدير المشغولات اليدوية الخشبية.

عصمت منصور، الخبير في الشؤون الإسرائيلية قال إن “ما يُعطل إعادة إعمار غزة هو تعنت الاحتلال الإسرائيلي، وإصراره على تغيير المعادلة مع غزة، وربط ملف الإعمار وأي تسهيلات داخل القطاع من جهة بملف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس من جهة أخرى”.

وأضاف المتحدث في تصريح لـ”اليوم 24″ أن “الاحتلال الإسرائيلي يحاول كسر عناصر المقاومة، وإفراغ أجهزتها من مضمونها، وذلك من خلال رفع ورقة الإفراج عن أسرى الاحتلال لدى حماس مقابل تسهيل عملية إعادة الإعمار”، مشيرًا إلى أن “تغيير حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أدى إلى تغيير سياستها تجاه غزة، فسياسة نتنياهو ليست هي سياسة نفتالي بنيت، رئيس الوزراء الجديد”.

وأشار المتحدث في تصريحه إلى أن “موقف الاحتلال الإسرائيلي فشل في إيجاد حل للأزمة القائمة مع حماس، وما نراه من تصعيد من طرف الحركة في الآونة الأخيرة، والعودة لمظاهر “الأدوات الخشنة” أعادت التوتر، وطرحت احتمالية المواجهة على الطاولة، الأمر الذي دفع الاحتلال إلى التراجع، وتقديم تسهيلات، منها عدم ربط ملف الإعمار بملف الأسرى، لأنه ملف مقعد، وحتى أمريكا لا تتبنى نظرية ربط الملفات”.

وساطة مصر

وتلعب مصر دور الوساطة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، منذ الحرب الأخيرة التي شنتها تل أبيب على القطاع والتي انتهت قبل 4 أشهر، ودمرت من خلالها العشرات من المنشئات السكنية والمهنية، وفي نفس الوقت تسببت في أضرار اقتصادية وإنسانية داخل غزة.

ورغم أن مصر فتحت باب المفاوضات بين حماس والاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر، إلا أنه لم يتحقق أي تقدم على المستوى المعيشي في القطاع، باستثناء تخفيف الاحتلال الإسرائيلي من قيوده المفروضة على المعابر.

ورغم ذلك فإن حماس ترى أن القاهرة منحازة بشكل كبير لموقف الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا بعد موقفها الأخير الذي أدى إلى إغلاق معبر رفح لمدة 3 أيام، احتجاجًا على مقتل جندي الاحتلال على الحدود الشرقية لغزة الفاصلة بداية الأسبوع الماضي.

أيضًا، خفضت مصر من مستوى الاتصالات السياسية بين جهاز المخابرات المصرية وحركة حماس، بعد حادث إغلاق معبر رفح الأسبوع الماضي، لكن رغم ذلك ترى حماس أن القاهرة لازال باستطاعتها لعب دور أساسي ومهم في المفاوضات مع تل أبيب.

يقول عصمت منصور، الخبير في الشؤون الاسرائيلية إن “الوساطة المصرية لا تنحاز للاحتلال الإسرائيلي، لكن ربما لا تملك قوة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، وهي جيدة ومهمة لكنها ليست فعالة بشكل كبير لممارسة ضغط فعال وجدي في موضوع إعادة إعمار غزة”.

وأشار المتحدث إلى أن “مصر تعتمد أحيانًا على طول النفس وإبداء ليونة في المفاوضات لتحقيق الحد الأدنى من مطالبها، مقابل جلب الاحتلال الإسرائيلي أكثر وإدخاله في أجواء التهدئة هذه الأخيرة التي تصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي الذي لاتريد مواجهة مع حماس في غزة، لأن الأمر ليس سهلًا ولا مضمون النتائج”.

الأضرار الاقتصادية

يعتقد عصمت منصور، الخبير في شؤون الاحتلال الإسرائيلي أنه “سيكون هناك نوع من الانفراج في هذا التصعيد القائم بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس”، مضيفًا أن الاحتلال الإسرائيلي يتجه إلى التراجع في موقفه لكسر هذه المعادلة، وهذا لن يكون بشكل مباشر، الأمر سيحتاج ضغطًا في جولة ليست بالقصيرة، لكن الأمر يتجه في تجاه التهدئة”.

وأضاف المتحدث في تصريح لـ”اليوم 24″ أن “كل شيء يمكن أن يؤثر على الوضع الاقتصادي والأمني في غزة، ولكن أصبحت هناك لغة بين غزة والاحتلال الإسرائيلي، والطرفان يقفان عند نقطة محددة حاولا من خلالها عدم الانجرار للمواجهة”.

وأشار الخبير الفلسطيني إلى أن “التهدئة بين الطرفين ستؤثر على الوضع الاقتصادي وتحسن الأوضاع في غزة، وتوقيف المواجهات بين حماس والاحتلال الإسرائيلي لن يؤثر بالإيجاب على غزة فقط، ولكن على غزة والضفة الغربية والاحتلال الإسرائيلي أيضا”.

كلمات دلالية

إعمار غزة حركة حماس
شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي