الأحرار" تفوق على "البيجيدي" في الشبكات الاجتماعية... فهل تضررت حظوظ الإسلاميين؟ خبراء يجيبون

01 سبتمبر 2021 - 20:00

بعد مرور أسبوع على انطلاق الحملة الانتخابية للاستحقاقات المرتقبة في الثامن من شتنبر المقبل، بصمت الأحزاب الطامحة لتصدر الانتخابات على حضور متقارب في الميدان والتواصل المباشر مع المواطنين في مختلف دوائر وأقاليم المملكة، غير أن الفضاء الرقمي الذي يمثل مجالا أساسيا للحملة الانتخابية في ظل الوضع الذي تفرضه جائحة كورونا، أظهر تفوقا واضحا لحزب التجمع الوطني للأحرار على باقي منافسيه.

ويرى محمد شقير، الخبير والمحلل السياسي، انطلاقا من الساحة وبعد أيام من بدء الحملة الانتخابية، يتضح أن أحزاب “العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال هي الأكثر حضورا وتواجدا في الساحة والميدان”.

وسجل شقير في حديث لـ”اليوم 24″ أن هناك تنافسا “حادا بين كل من حزب الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار”، حيث يحاول الأخير التواجد بشكل “مكثف في كل الدوائر التشريعية والمحلية لأن لديه طموح لترؤس الحكومة المقبلة”.

وأضاف مبينا أن المواجهة الساخنة بين “البام” و”الأحرار” تعود أساسا إلى رغبة “الأصالة والمعاصرة” في “التواجد وتكثيف حملته الانتخابية في سباقه نحو صدارة المشهد والفوز برئاسة الحكومة”.

لكن شقير عاد وأكد أن تداعيات الجائحة التي أرغمت الجميع على اللجوء للفضاء الرقمي أساسا في الحملة الانتخابية، بينت أن حزب التجمع الوطني للأحرار “يظهر أنه يحتل مساحات واسعة في المواقع الإلكترونية ويراهن على المجال الأزرق “فايسبوك” للتأثير على فئة الشباب من رواد الفضاء، من خلال الصورة التي تلعب دورا كبيرا في مجتمع غير ناضج سياسيا”، وفق تعبيره.

وزاد شقير “حزب التجمع الوطني للأحرار يلعب هذه الورقة ربما بالنظر للإمكانيات الضخمة التي يمتلكها، وهناك نوع من التفوق لفائدته على حساب حزب الأصالة والمعاصرة وباقي الأحزاب الأخرى”، لافتا إلى أن هذا المعطى يبين تفوق الأحرار حتى على “البيجيدي”” الذي “تمرس بشكل كبير في هذا المجال وكان متفوقا من خلال ما يعرف بالكتائب الإلكترونية”.

ورغم هذه المؤشرات التي تلعب لصالح خصوم حزب العدالة والتنمية وترشحهم لإزاحته من رئاسة الحكومة، يعتقد أحمد البوز، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق السويسي بالرباط، أن “البيجيدي” يبقى مرشحا فوق العادة بجانب أحزاب أخرى للفوز بالانتخابات التشريعية، مؤكدا أن هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تلعب لصالحة وأخرى ضده.

وقال البوز في حديث لـ”اليوم 24″ إن المنجز الحكومي وصورة الحزب التي خدشت في التسيير خلال الولايتين الحكوميتين، بالإضافة إلى غياب التقاطب السياسي الواضح الذي كان حزب العدالة والتنمية “يتقوى من خلاله بوجود قطب آخر يجعله في موقع المظلومية ويوظفه لصالحه ويحوله إلى مقاعد، كلها عوامل تصب في مصلحة خصومه”.

كما أشار المحلل السياسي إلى أن غياب الشعارات القوية في الانتخابات الحالية، وكذلك غياب عبد الإله بن كيران “عامل مؤثر على حزب العدالة والتنمية”، فضلا عن أن تنظيم الانتخابات التشريعية والمحلية في يوم واحد، وعدم تغطية “البيجيدي” لكافة الدوائر المحلية، يمكن أن “يستفيد منه منافسوه”.

لكن هذه العوامل، تقابلها برأي البوز عوامل أخرى، من شأنها تعزيز حظوظ حزب العدالة والتنمية في الفوز بالانتخابات التشريعية، لافتا إلى أن حزب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، “يمكن ان يستفيد من ضعف المشاركة وستجعله متفوقا على منافسيه بسبب الكتلة الانتخابية القارة التي يتوفر عليها، كما أنه سيستفيد من الأصوات التي سيفقدها وستتجه إلى المقاطعة، لأنها لن تجد حزبا آخر يستقطبها”.

وأضاف البوز أن العدالة والتنمية “لازال هو الحزب الأكثر تنظيما، وتفيد بعض المعطيات بأنه يتمتع بنفوذ راكمه من تسيير بعض الجماعات الكبرى، ودربة انتخابية ورأسمال سياسي معين يبقى مرشحا للفوز بالانتخابات”، غير أن إمكانية التفوق عليه من طرف أحزاب أخرى يظل واردا، ولن يكونا غير التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التالي