دافع المخرج المغربي عبد الإله الجوهري، عن الفنانين، في مواجهة تصريحات رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، معتبرا أن الأخير يريد مصادرة حقهم في أن يكونوا مواطنين.
وجاء في تدوينة مطولة نشرها الجوهري أن موقفه واضح من مسألة الخوض في موضوع الانتماء السياسي للفنانين”، مضيفا حول النقطة نفسها: “كنت دائما أعتبر الفنان ملكا للجميع، يعني له جمهور يعشق أعماله، جمهور بألوان سياسية مختلفة، وقناعات فكرية متعددة مختلفة، وبالتالي وجب الحفاظ على مسافة فاصلة بينه وبين الدعاية لهذا الحزب أو ذاك لكي لا يستفز مشاعر أحد. وإن كنت، ولا زلت أؤمن أن هذا لا يمنع أن يتبنى الفنان أطروحات معينة، المستندة على خلفيات واضحة يدافع عنها بكل شجاعة، من خلال أعماله الفنية، ويسعى لتكريسها إبداعيا، خاصة منها الأطروحات الفنية الفكرية المنتصرة للنور والحق، ومحاربة الجهل والمسخ والظلام”.
وأضاف الجوهري أنه مقتنع بأن المرحلة الحالية تقتضي مواجهة من تسببوا في”حدوث التراجع عند قيادتهم للحكومة”، مواجهة مفتوحة.
واعتبر المخرج أن خرجة ابن كيران الأخيرة: “خرجة ضد جمع من الفنانين المحترمين، الذين التحقوا مؤخرا بحزب الحمامة، وشكلوا فدرالية للدفاع من داخل هذا الحزب عن حقوق الفنانين في العيش الكريم، وقبل ذلك ممارسة حيواتهم الفنية المهنية، بكل أريحية وحرية”.
وعن وصف ابن كيران لدعم الفنانين التجمعيين لحزبهم بإشهار” كوفيتير عيشة” رد الجوهري: وصف دعمهم لحزب الأحرار، وممارستهم السياسية المشروعة، بالعمل الشبيه بإشهار مربى عيشة (كوفيتير عيشة) الشهير، هو وصف وإن دل فإنما يدل وبالملموس، على أن خرجته جاءت للتعبير بكل وضوح عن مستواه السياسي المتدني جدا جدا، القائم على الشعبوية الفجة، وخطابات الكراهية المعجونة بقلة الحيلة”، حسب تعبير المخرج.
واعتبر الجوهري أن ابن كيران “يريد اليوم مصادرة حق الفنانين من أن يكونوا مواطنين يمارسون مواطنتهم بكل حرية”، وأنه يريد الترويج لأنهم “ليس من واجبهم ممارسة حقوقهم السياسية من داخل الإطارات الحزبية التي تخالف رؤاه”.
وحملت تدوينة المخرج المغربي، هجوما شرسا على ابن كيران وحزبه العدالة والتنمية، معتبرا أنهم فشلوا عند قيادتهم للحكومة.
وفي المقابل قال ابن كيران في بث مباشر الأحد الماضي، إن الفنانين حصلوا على مبالغ مالية للدعاية، وأنهم يفعلون ذلك “لكل من يدفع لهم”، في إشارة إلى الفنانين الذين التحقوا بحزب التجمع الوطني للأحرار.
وتساءل ابن كيران متوجها إلى رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش “هل تريد الوصول إلى رئاسة الحكومة بإشهار كوفيتير عيشة؟”.