في ظل التصعيد، أعلنت السلطات الجزائرية، اليوم الأربعاء، عن إفشال مخطط لتنفيذ عمل مسلح داخل التراب الوطني، متهمة إسرائيل، والمغرب بتسميته « دولة في شمال إفريقيا »، وهي اتهمات كبيرة، يرى من خلالها محللون مغاربة أن النظام الجزائري فقد البوصلة، ووصل إلى مستوى من التمادي لم يصله أي مسؤول جزائري من قبل منذ الاستقلال.
وفي السياق ذاته، قال محمد العمراني بوخبزة، الخبير في العلاقات الدولية، إنه على خلفية الاتهامات الأخيرة، يتضح جليا أن النظام الجزائري فقد البوصلة بصفة نهائية، وأصبح يختلق الروايات، ويصدقها، إلى درجة أنه أصبح الكثيرون يستغربون من الخرجات غير المسبوقة للنظام الجزائري من أجل إشعال الفتنة، والزج بالمنطقة في وضعية غير محمودة العواقب.
وفي تحليله لآخر خرجات النظام الجزائري، أوضح بوخبزة في حديثه لـ »اليوم 24″، أن النظام في الجارة الشرقية يحاول أن يلفت الانتباه تجاه المغرب حتى لا تتجه الأنظار نحو ما يقع في مالي، والتصريحات، التي أدلى بها الرئيس الفرنسي، وهو ما يجعله يركز الانتباه على المغرب عوض الواقع الجزائري.
ووصف بوخبزة ما تروج له الجزائر اليوم من اتهامات بـ »السخافة »، وقال: « ما نلحضه الآن سخافة حقيقية لم يصل إليها مستوى القادة الجزائريين منذ نشأة الجزائر إلى الآن »، مضيفا أنه لم يعد بين القادة الحاليين حكيم، يمكن أن ينبه إلى أن ما يقوم به النظام حاليا، إذ إنه يسيء كثيرا للجزائر كشعب ويسيء كثيرا لحلم إنشاء المغرب الكبير ويسيء لحلم أجيال ترغب في مستقبل هذه المنطقة تكون فيه آمنة مستقرة ».
وفي الوقت الذي يبحث فيه المغرب عن تطوير شراكاته الإقليمية، والدولية لنمو اقتصادي ينعكس على واقع حال المواطن المغربي، قال بوخبزة إن النظام الجزائري يبحث عن إشعال فتيل المواجهة مع المغرب، وعن وسائل لقمع الحراك، وصناع الرأي في الجزائر، وقادة الحراك، مشددا على أن النظام الجزائري بات يحتاج إلى من ينبهه إلى خطورة ما يقوم به.
وفي المقابل، يرى بوخبزة أن المغرب لا يتجاهل ما يقع حوله، ولكن يراقب ويتابع ولا يتعامل بمنطق رد الفعل، ويتريت ويراقب، ويشتغل في صمت، مفسرا تعاطيه مع ما يحاك ضده بأنه « لا يرغب في التعامل مع جار يعيش أزمات داخلية حادة ».
وأعلنت السلطات الجزائرية، اليوم الأربعاء، إفشال مخطط لتنفيذ عمل مسلح داخل التراب الوطني بمساعدة « إسرائيل، ودولة في شمال إفريقيا ».
ونقلت وسائل إعلام جزائرية عن مسؤولين أمنيين أن « القائمين على المؤامرة كانوا بصدد التحضير لتنفيذ عمل مسلح داخل التراب الوطني بالتواطؤ مع أطراف من داخل الوطن يتبنون النزعة الانفصالية ».
وفي غشت الماضي، اتهمت الجزائر جماعتين تم تصنيفهما، أخيرا، ضمن التنظيمات الإرهابية، بالتسبب في اشتعال حرائق الغابات المدمرة في البلد خلال الشهر الجاري، وقالت إن إحداهما مدعومة من المغرب، وإسرائيل.
وتشهد العلاقات بين الجزائر، والمغرب توترا منذ مدة، تصاعد، أخيرا، باتخاذ الجزائر لقرار قطع العلاقات مع المغرب، وإغلاق أجوائها في وجه الطائرات المغربية.