بات عبد الإله ابن كيران، الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية، يواجه أول اختبار له بعد عودته لرئاسة الحزب، بتقديم أسماء معروفة داخل الحزب لاستقالتها احتجاجا على الأسماء التي اختارها لعضوية الأمانة العامة.
وكانت أول استقالة قدمتها خديجة أبلاضي، البرلمانية السابقة عن حزب العدالة والتنمية والعضو السابق بالمجلس الجماعي لمدينة العيون، والمعروفة بدعمها لعبد الإله ابن كيران.
وعن خلفيات الاستقالة، قالت أبلاضي في حديثها لـ »اليوم 24″، إنها قدمت أمس الأحد استقالتها من عضوية حزب العدالة والتنمية، مباشرة بعد إعلان عبد الإله ابن كيران، الأمين العام الجديد للحزب، عن الأسماء التي اقترحها لعضوية الأمانة العامة، وقبل تصويت المجلس الوطني عليها.
وأوضحت أبلاضي، أن الأسماء التي اقترحها ابن كيران لعضوية الأمانة العامة أمس، تضم أشخاصا « استفادوا من الريع والكولسة وتغيبوا عن تدبير الشأن المحلي في البلديات والجهات »، في الوقت الذي قالت إنها كانت تنتظر لائحة تضم أسماء قادرة على إعادة الحزب إلى مسار الإصلاح.
انتقادات أبلاضي للائحة المرشحين للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، كانت تهم على الخصوص محمد الأمين ديدة، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بالعيون، والذي قدمه ابن كيران للمجلس الوطني وتم التصويت عليه لعضوية الأمانة العامة، في الوقت الذي تشدد أبلاضي، على أن خلافاتها ليست مع شخص لذاته، ولكن مع ممارسات قالت إنها لم تعد قادرة على التطبيع معها.
أبلاضي، عرفت بانتقادها الشديد للأمانة العامة السابقة ولسعد الدين العثماني عندما كان أمينا عاما ورئيسا للحكومة، وعارضت بشدة قوانين مررتها حكومته، مثل القانون الإطار للتربية والتكوين وتقنين القنب الهندي، وتقول إن الأمانة العامة السابقة كانت « في أبراجها » ولم تفتح الباب أمام المناضلين للنقاش، ما جعلها تعقد آمالا على ابن كيران لاختيار قيادة جديدة تشكل قطيعة مع « النظام القديم »، إلا أن بعض الأسماء التي اقترحت وظفرت بعضوية الأمانة العامة الجديدة، ترى فيها أبلاضي استمرارا لنهج قديم.
من جهة أخرى، استفسرنا ابلاضي عن رأي عبد الإله ابن كيران في موضوع الاستقالة، فقالت « من خلال تواصلي مع الأستاذ عبد الإله ابن كيران، فإن هذا الأخير لم يكن موافقا بشكل نهائي على استقالتي، وإخراجها للعلن عبر شبكات التواصل الاجتماعي قبل حوار مباشر ونقاش مستفيض، إلا أنه دعاني للتريث وأخذ وقت للتفكير قبل الحسم في أي قرار ».
أبلاضي تلقت كذلك اتصالات من أعضاء في القيادة الجديدة للحزب، وأعضاء آخرين لمحاولة ثنيها عن قطع آخر شعرة تجمعها بتنظيم كانت فاعلة فيه منذ التأسيس، إلا أنها بدت مصممة هذه المرة، وباتت ترى أن « العدالة والتنمية يريد استنساخ التجارب الفاشلة القائمة على التوريث وتنصيب قيادات تحوم حولها شبهات، بدل تخليق العمل السياسي الداخلي ».
يشار إلى أن حزب العدالة والتنمية يمر بفترة عصيبة منذ انتخابات 8 شتنبر، حيث قدمت الأمانة العامة السابقة استقالتها، وتمت الدعوة لمؤتمر استثنائي ليفرز قيادة جديدة في ظل تراجع حضوره في المؤسسات المنتخبة بشكل كبير.