على الرغم من محاولة النأي بنفسها عن التوتر، الذي تعرفه العلاقات المغربية الجزائرية، باتت دبلوماسية الجارة الشمالية إسبانيا تواجه صعوبة في الاستمرار في نهج “سياسة التوازن” في علاقاتها مع كل من المغرب، والجزائر.
وفي ذات السياق، قالت مصادر إسبانية رسمية، اليوم، لصحيفة “إلباييس”، إن إسبانيا باتت تتخوف جديا من أن تصبح أسيرة لهذا التوتر الجزائري المغربي، مؤكدة أن الوضع بات يشكل تحديا حقيقيا للدبلوماسية الإسبانية، حيث أصبح من المستحيل أن تستمر في توازن علاقاتها مع البلدين، بسبب التوتر المتزايد في المنطقة.
وتمنت ذات المصادر أن لا تخرج الأزمة في المنطقة عن السيطرة، وأن لا تتفاقم، مشددة في ذات الوقت على أن الوضع في المنطقة أصبح “خطيرا جدا”، خصوصا بعد تلقي المغرب لأسلحة متطورة جدا في الآونة الأخيرة، جعلته يتجاوز التسليح التقليدي، الذي تعتمد عليه الجزائر.
وكانت إسبانيا تحاول النأي بنفسها عن الأزمة المغربية الجزائرية،حيث قالت مصادر دبلوماسية إسبانية لوكالة “أوروبا بريس”، تعليقا على التطورات المتسارعة في الأزمة الجزائرية المغربية، إن إسبانيا لا تزال “تجمع المعطيات حول ما جرى قبل إصدار أي تعليق في هذا الشأن”.
والمصادر الدبلوماسية الإسبانية ذاتها، التي تحدثت للوكالة الأوروبية، تشبثت برفض الإدلاء بأي توضيح للمساعي الإسبانية للتخفيف من التوتر في المنطقة المغاربية، عبر خوض وساطة أوروبية.
وتأججت الأزمة بين المغرب والجزائر ببيان للرئاسة الجزائرية، أصدرته، الأربعاء الماضي، أفاد أن حادثا وقع في الفاتح من نونبر 2021 حين “تعرض ثلاثة رعايا جزائريين” للقتل في قصف لشاحناتهم أثناء تنقلهم بين نواكشوط، وورقلة “في إطار حركة مبادلات تجارية عادية بين شعوب المنطقة”.
وأشار البيان إلى أن السلطات الجزائرية “اتخذت على الفور التدابير اللازمة للتحقيق في الحادث، وأن عدة عناصر تشير إلى “ضلوع القوات المغربية” بالصحراء في الحادث بواسطة “سلاح متطور”.
ومن جانبه، نفى مصدر مغربي رفيع المستوى شن القوات المسلحة الملكية المغربية غارة على أهداف مدنية، أو عسكرية في الأراضي الموريتانية، أو الجزائرية، وذلك في أول رد على اتهام الجزائر المملكة المغربية باغتيال ثلاثة رعايا جزائريين في قصف لشاحناتهم.
كما شدد المصدر ذاته على أن القصف الجوي المغربي لشاحنات جزائرية في طريقها إلى موريتانيا “قضية مفتعلة، وسبق للسلطات الموريتانية نفيها”.
ويأتي موقف الرئاسة الجزائرية بعد سلسلة من المواقف المتشنجة، التي اتخذتها السلطات الجزائرية، أخيرا، ضد المغرب في محاولة للتغطية على الأزمة الداخلية، التي اندلعت منذ اندلاع الحراك الجزائري، بدأت من إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب مرورا بمنع الطائرات المدنية المغربية من العبور عبر التراب الجزائري، ثم قطع أنبوب الغاز، الذي كان يضخ الغاز الجزائري إلى أوربا عبر التراب المغربي.