لماذا هاجم الفرع المحلي لحزب الاتحاد الاشتراكي، بدائرة قرية با محمد، بإقليم تاونات، بشدة المهدي المزواري، عضو المكتب السياسي للحزب؟ ولماذا اتهمه بعرقلة طعن انتخابي للحزب كاد يسقط المرشح الفائز بالانتخابات باسم التجمع الوطني للأحرار؟
القصة تعود إلى انتخابات شتنبر الماضي حين تقدم إسماعيل الهاني، للانتخابات المحلية باسم التجمع الوطني للأحرار، وهو عضو سابق بحزب الاتحاد الاشتراكي ترأس باسمه جماعة قرية با محمد بعد انتخابات 2015، وتم انتخابه مؤخرا رئيسا للجماعة لولاية ثانية لكن باسم الأحرار.
لكن مسؤولي الاتحاد الاشتراكي في المنطقة غضبوا من “ترحال” الهاني، تجاه الأحرار، فتقدموا بطعن أمام المحكمة الابتدائية لإسقاطه، بدعوى أنه لم يستكمل إجراءات استقالته من الحزب، فقبلت المحكمة الطعن وقررت إٍسقاطه.
ولجأ رئيس المجلس الهاني، للاستئناف، وكان عليه الإدلاء أمام المحكمة بوثيقة تفيد أن حزبه السابق الاتحاد الاشتراكي تلقى استقالته ووافق عليها، حتى تقضي محكمة الدرجة الثانية لصالحه ويستمر رئيسا للمجلس.
ومن أجل ذلك كان يجب أن تتم اتصالات بين قيادتي الحزبين من أجل تسوية هذا المشكل؛ وهو ما تم.
حسب مصادر مطلعة، فإن قيادة الاتحاد الاشتراكي تواصلت مع الكاتب الإقليمي للاتحاد بتاونات، قصد توقيع إشهاد يفيد بأن الهاني استقال من الاتحاد الاشتراكي، لكنه رفض، لأنه أصلا غاضب بسبب تداعيات الانتخابات، فقرر إدريس لشكر الكاتب الأول تكليف المهدي المزواري عضو المكتب السياسي بتوقيع الإشهاد، لصالح الهاني، فتم الإدلاء به أمام محكمة الاستئناف التي أوقفت مسطرة إسقاطه. هذا الموقف أغضب مكتب فرع الحزب في قرية با محمد، فأصدر بيانا يكيل الاتهامات للمهدي المزواري.
لكن لماذا تجاوب حزب الاتحاد الاشتراكي مع طلب قيادة الأحرار؟ فالمفروض أنه حزب في المعارضة والأحرار قائد للأغلبية الحكومية؟ تشير مصادر إلى أن ما فعله إدريس لشكر ليس سوى رد الجميل لحزب الأحرار، لأن ملفا مماثلا كان معروضا على القضاء يهم سليمان أزواغ رئيس بلدية الناظور الذي ترشح باسم الاتحاد قادما من الأحرار، فطعن فيه حزب الأحرار لأنه لم يستكمل إجراءات استقالته من حزب الحمامة فصدر حكم ابتدائي بتجريده. وكاد هذا المرشح أن يسقط في الاستئناف ويفقد الحزب رئاسة البلدية لولا اتصال إدريس لشكر بقيادة الأحرار، طالبا، حل المشكلة، فتم التجاوب معه بمنح إشهاد للمرشح الفائز سليمان أزواغ يفيد قبول استقالته من الأحرار، وهو ما أتاح بقاءه في منصبه..