برلمانيون يستفسرون وزيرة الانتقال الطاقي عن "الغبار الأسود" في القنيطرة

17 يناير 2022 - 14:10

أدخل برلمانيون موضوع الغبار الأسود، الذي اقتحم عددا من المنازل والمحلات بمدينة القنيطرة إلى البرلمان. وأوضح مصطفى الإبراهيمي، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب في سؤال كتابي موجه إلى ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة أن سكان مدينة القنيطرة يعانون منذ سنوات من مشكل تلوث الهواء بسبب انبعاث الغبار الأسود من المحطة الحرارية التابعة للمكتب الوطني للماء والكهرباء الناتج عن استعمال مادة الفيول، مشيرا إلى أن المحطة المذكورة توجد بمقربة من التجمعات السكنية جراء التوسع العمراني للمدينة.

وأكد الإبراهيمي أن هناك تحسنا ملموسا بفضل تعويض الفيول بمادة الغاز في السنوات الماضية، غير أنه في الأيام الأخيرة، وفي تناقض صارخ لالتزامات المغرب منذ « كوب 22 » بمراكش إلى « كوب 26 بكلاسكو »، عادت أعمدة الأدخنة السوداء المنبعثة من المحطة المذكورة إلى الظهور، واكتست أسطح المنازل بمدينة القنيطرة بالغبار الأسود. وخلفت هذه الأدخنة انزعاجا لدى سكان مدينة القنيطرة وزوارها نظرا للأضرار التي تسببها ومنها: أضرار صحية كالسرطان والحساسية والأمراض التنفسية تزداد خطورتها على الأطفال والبالغين مع تداعيات جائحة « كورونا »، وأضرار بيئية على الهواء والماء والنباتات والحيوان، ثم أضرار اقتصادية واجتماعية.

من جهتها، أكدت نادية التهامي، البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، أن الغبار الأسود خلف أضرارا صحية وبيئية، دون اتخاذ تدابير وإجراءات ملائمة وفعالة، للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تهدد المدينة بكاملها، داعية الوزير إلى الكشف عن الإجراءات والتدابير المتخذة لمحاصرة هذه الكارثة البيئية والصحية. أما فاطمة التامني، عن  فيدرالية اليسار الديمقراطي، فقد كشفت عن اجتياح غبار أسود  لسماء المدينة والأسطح وزجاج النوافذ والجدران والأرض، مبرزة أنه رغم خطورة الأثار الوخيمة لهذا الغبار على صحة الساكنة وخاصة الأطفال ومرضى الحساسية، والتي يمكن أن تسبب أمراضا سرطانية، إلا أن الأمر لا يتم التعامل معه بالجدية اللازمة والصرامة المطلوبة، بالنظر لاستمرار المعاناة من المشكل القائم.

وسبق للوزارة الوصية أن أوضحت أنه حسب نتائج تقييم جودة الهواء لسنة 2021 بمدينة القنيطرة، فقد تم تصنيف مؤشر الجودة على العموم خلال العشرة أشهر الأولى لهذه السنة بـ « جيد » و »جيد جدا » وفقا للتصنيف المعمول به بهذا الخصوص، في حين تم تصنيف هذا المؤشر خلال شهري نونبر ودجنبر 2021 بـ « جيد » و »متوسط ».

وأشار المصدر ذاته إلى أنه تم أيضا « تسجيل بعض التجاوزات بالنسبة للجزيئات العالقة (PM10) وثاني أكسيد الكبريت (SO2) لكن دون أن تتعدى عتبة الإخبار (مستوى التركز الذي بإمكانه أن يشكل خطرا على صحة الإنسان) »، مضيفا أنه « بالنسبة لغازات ثاني أوكسيد الآزوت ( NO2) والأوزون (O3) وأوكسيد الكربون (CO)، فيبقى تركيزها أقل من الحدود القصوى المعتمدة ».

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي