بعد الجدل الذي أثارته مسرحية «كفر نعوم» للفنانة لطيفة أحرار، ومسرحية «ديالي» للمخرجة نعيمة زيطان، من الواضح أن الجدل سيثار من جديد حول مسرحية أخرى تحت عنوان «والو». المسرحية التي ستعرض بالدار البيضاء يومي 1 و2 غشت المقبل على الساعة العاشرة ليلا، بالمسرح القديم «القبة» بشارع مولاي يوسف، مقتبسة من رواية «المنتحر» لنيكول إردمان. وهي تتحدث عن بطلها «عبد الله والو» -الذي يؤدي مخرج المسرحية غسان الحكيم دوره-العاطل عن العمل، والذي يقطن وزوجته بدور الصفيح.
ستبدأ أحداث المسرحية بعد نشوب خلاف بين عبد الله وزوجته، لأنه وجد أنها لا تعامله جيدا لأنه عاطل عن العمل، ليقرر «والو» بعد ذلك الانتحار، غير أن جمعيات وحركات حاولت استقطابه ليموت من أجل أفكارها، ويطلق عليه لقب «شهيد الحركة».
وتدور فكرة المسرحية حول موضوع «النضال الخاطئ»، والجهات التي تستغل ظروف الآخرين لكي تبني عليها نجاحاتها. هذا ما أوضحه غسان الحكيم، مخرج المسرحية، في حديث لـ«اليوم24». وتهدف الفرقة المسرحية «كراجاي»، التابعة لجمعية «كاكتيس»، إلى أن توصل إلى المتفرج أن الانتصارات والنضالات ليست كلها حقيقية.
المسرحية، تتخللها كلمات «نابية» وحوار صادم للمتفرج، وهو ما قد يثير جدلا واسعا بعد مشاهدة المسرحية. بهذا الخصوص يقول الحكيم، «هذا النوع من المسرح ظهر في روسيا وفرنسا، ونجده أيضا في الأطلس»، إلا أن هذا النوع، حسب المخرج، لا يهدف إلى استفزاز المشاهد، بل على العكس، هو ينقل إليه الصورة الحقيقية التي يعيشها المواطن المغربي، سواء في الشارع أو حتى بين الأصدقاء. ويستهجن غسان أن يكون الحوار المسرحي بعيدا عن اللغة الواقعية، التي قد تبدو صادمة على خشبة المسرح، لكنها حقيقية. وقد أشار مخرج المسرحية إلى أن الفرقة، خلال عرضها، تهيئ المتفرج لسماع تلك الكلمات منذ المشاهد الأولى من المسرحية.
وعن إثارة الجدل ومواجهة الانتقادات بخصوص حوار المسرحية وبعض المشاهد فيها، قال غسان الحكيم لـ« اليوم20»: «نحن نبحث عن الانتقادات، ونقبل كل الآراء التي قد تخلق نقاشا»، وأضاف: «هذا لا يعني أننا لا نبالي بتلك الآراء، بل نعتبر أن بعضها يكون صائبا».