وجدت الجارة الشرقية الجزائر نفسها في ورطة بعد التصريحات الأخيرة للجامعة العربية، التي تؤكد تأجيل موعد تنظيم القمة العربية، التي كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أعلن عن استعداد بلاده لاستضافتها شهر مارس المقبل.
وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري، رمطان لعمامرة، استقبل، أمس السبت، في مقر الوزارة، سفراء البلدان العربية المعتمدين بالجزائر، خصص كلمته فيه لتنفيس الأزمة، وتبرير موقف بلاده بعد الإعلان عن عدم تنظيم القمة إلا بعد شهر رمضان، الذي يبدأ شهر أبريل المقبل.
واعتبر لعمامرة أن “مغالطات” يتم تداولها تحت عنوان “تأجيل موعد القمة” في حين أن تاريخ التئامها لم يتحدد أصلا، ولم يتخذ أي قرار بشأنه بعد، حسب قوله.
وأوضح الوزير لعمامرة أنه وفقا للإجراءات المعمول بها في إطار المنظومة العربية، يعتزم رئيس الجمهورية طرح موعد “يجمع بين الرمزية الوطنية التاريخية، والبعد القومي العربي، ويكرس قيم النضال المشترك، والتضامن العربي. وهذا التاريخ، الذي ينتظر اعتماده من قبل مجلس الوزراء العرب، في دورته العادية المرتقبة شهر مارس المقبل، بمبادرة الجزائر، وتأييد الأمانة العامة للجامعة، من شأنه أن يسمح، أيضا، باستكمال مسلسل المسار التحضيري الجوهري، والموضوعي بما يسمح بتحقيق مخرجات سياسية تعزز مصداقية، ونجاعة العمل العربي المشترك”.
وخسرت الجارة الشرقية الجزائر رهان تنظيم القمة العربية، شهر مارس المقبل، على الرغم من كل ما رصد لهذا الحدث من اهتمام رسمي، وتخصيصه بتصريحات للرئيس عبد المجيد تبون، وتفرغ وزير الخارجية رمطان لعمامرة للتعبئة له.
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، أعلن، خلال هذا السبوع، أن القمة العربية الـ 31 المقررة في الجزائر لن تكون قبل شهر رمضان، الذي سيحل في أبريل القادم.
وأوضح زكي في مؤتمر صحفي بالعاصمة الجزائر، عقب انتهاء زيارة لوفد من الجامعة العربية للوقوف على ترتيبات القمة، بشأن تاريخ انعقاد القمة “أنه لم يحدد بعد، وهو يخضع للمشاورات، التي تجري بين الجزائر، والأمين العام للجامعة العربية، للوقوف على أفضل تاريخ يناسب جميع الأطراف لضمان مشاركة أكبر قدر ممكن من القادة العرب”.
وأضاف “الأكيد أن القمة لن تكون قبل شهر رمضان، الذي سيحل على الأمة الإسلامية في أبريل المقبل”، وتابع أنه سيتم الإعلان عن موعد انعقاد القمة خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية، المقرر في القاهرة في 9 مارس المقبل.
وعلى الرغم من ظروف موجة جائحة كورونا، سعت الجارة الشرقية الجزائر، إلى استضافة القمة العربية لسنة 2022، بعدما ألغيت القمة، التي كان من المقرر أن تستضيفها، العام الماضي، بسبب الوضع الوبائي، وسط مخاوف جزائرية من انخفاض تمثيلية الدول في هذا الموعد العربي.
ووزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، زار عدة دول عربية، لمحاولة إقناع الزعماء العرب بضرورة رفع تمثيليتهم في هذه القمة، كما أن الجدل لا زال قائما حول جدول أعمالها، والملفات، التي ستتم مناقشتها.