ات هم الصحافي الاستقصائي المعروف في قرغيزستان بتحقيقاته حول الفساد بولوت تيميروف بـ”حيازة مخدرات”، بحسب ما أعلنت الشرطة الأحد، بعد بضعة أيام على نشره تقريرا تناول عائلة سياسية نافذة.
وتثير القضية مخاوف من قمع وسائل الإعلام من قبل الرئيس الجديد للجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى صدير جاباروف، الذي بدأ عهده يشهد اعتقال شخصيات سياسية بارزة وتزايد الرقابة على المنظمات المدافعة عن الحقوق المدنية.
واعتقل بولوت تيميروف مساء السبت بعدما دهمت الشرطة مقر الوسيلة الإعلامية الخاصة به والتي يبث محتواها على موقع يوتيوب “تيميروف لايف”.
وتجمع الأحد نحو 200 مؤيد له بينهم صحافيون أمام وزارة الداخلية وطالب بعضهم بأن يستقيل الوزير.
وفي بيان نشر في اليوم نفسه، أعلنت شرطة العاصمة بشكيك أن تيميروف وزميله بولوت نازاروف أوقفا “لحيازتهم مخد رات”.
وأفرج عنهما لاحقا، لكنهما منعا من مغادرة البلاد.
وفي مقطع فيديو صوره وقت اعتقاله، قال بولوت تيميروف إنه كان يعتقد أن الشرطة وضعت مخدرات في جيبه.
وعبر تويتر، طالبت اللجنة النروجية في هيلسنكي وهي منظمة غير حكومية للدفاع عن حقوق الانسان، بأن يفتح تحقيق سريع حول القضية “لتجنب أي تكهنات بأن السلطات تضغط على وسائل الإعلام التي تحقق في الفساد على أعلى المستويات”.
ويأتي الاتهام الموجه لتيميروف بعد أن نشر تقريرا على قناته على يوتيوب حول مزاعم عن رشاوى في قطاع النفط، مستهدفا بذلك المقرب من رئيس اللجنة الأمنية في قرغيزستان كامتشيبك تاكييف الذي وصل إلى السلطة بعد أكتوبر 2020 أي بعد انتخابات تشريعية أدت الى صدامات في بشكيك بين الشرطة ومتظاهرين نددوا بحصول تزوير لصالح الرئيس آنذاك، سورونباي جينبيكوف.
وأكد الرئيس جاباروف من جهته الأحد أنه سيحرص على أن يكون التحقيق “عادلا”، ولكنه وعد أيضا بدعم حليفه تاكييف.
وقال “كامتشيبك (تاكييف) فسر بالتفاصيل (…) أن الاتهامات الموجهة إليه لا أساس لها أبدا”.
ونفى تاكييف من جهته خلال مؤتمر صحافي أن تكون اللجنة الأمنية قد أثرت على القضية القائمة ضد بولوت تيميروف.
وأضاف “لم أتورط قط بالفساد (…) إنه الموقف الذي اعتمدته طوال حياتي”.
وقرغيزستان هي الدولة الأكثر اضطرابا سياسيا في المنطقة. وأطيح منذ العام 2005 بثلاث شخصيات من أصل ست قادت البلاد بعد استقلالها إثر سقوط الاتحاد السوفياتي.