استقبلتم في منزلكم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، في لقاء ضم عددا من الفاعلين الاجتماعيين المنتمين لجمعيات تهتم بالعالم القروي، هل يمكن أن تطلعنا أستاذ إسماعيل العلوي على ما دار في هذا اللقاء.
لا يتعلق الأمر بجمعيات للمجتمع المدني، بل بمكتب جمعية تنمية عالم الأرياف الذي أرأسه، لقد وجهنا الدعوة للسيد رئيس الحكومة ولبّاها مشكورا، وقد أطلعناه على مشروع جمعيتنا المتعلق بتعميم استعمال الطاقات المتجددة بالعالم القروي وإطلاق حملة وطنية لإنتاج مطابخ شمسية من شأنها الحد من استنزاف المجال الغابوي من جهة، وأيضا التقليل من الأعباء التي تواجه النساء في العالم القروي وما يتكبدنه من مشاقّ في توفير الحطب والطبخ.
وقد أبدى السيد رئيس الحكومة اهتماما بالمشروع الذي تقدمت به جمعية تنمية عالم الأرياف وأنصت باهتمام بالغ إلى شروحات أعضاء المكتب المسير للجمعية، كما أعرب عن استعداد الحكومة لدعم المشاريع التي من شأنها أن تعود بالخير على سكان البوادي في المغرب.
ألم تتطرقوا لمواضيع ذات طبيعة سياسية؟.
أؤكد لكم أن لقاءنا بالسيد رئيس الحكومة اكتسى طابعا جمعويا محضا، وأننا لم نتطرق خلال اللقاء لأي موضوع يهم السياسة، بل إن رئيس الحكومة أبدى اهتماما لافتا للانتباه اتجاه مشروع الطاقات المتجددة الذي تقدمت به جمعية تنمية عالم الأرياف، وهذا المشروع يهم التحسيس بأوضاع ساكنة القرى والمناطق النائية وإخراجها من العزلة والتهميش، وقد اقترحنا إطلاق حملة وطنية من أجل إنتاج مطابخ تعمل بالطاقات الشمسية، مع تعميم استعمالها من طرف ساكنة العالم القروي، لأن هذا المشروع من شأنه أن يحد من النهب الذي تتعرض له الثروة الغابوية، وسيساهم أيضا في تخفيف الأعباء على ساكنة الأرياف جسديا وماليا، كما سيخفض من مصاريف الدولة خاصة على مستوى فاتورة المحروقات المستوردة.
صُرفت أموال كثيرة في إطار مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها الملك محمد السادس سنة 2005، وقد استفادت العديد من الجمعيات من المال العام دون أن تنجز المشاريع التي تقدمت بها للحصول على الدعم، ما هو تقييمكم لحصيلة المبادرة الوطنية التنمية البشرية.
لابد من التنويه بالجمعيات الجادة التي قامت بمشاريع لفك العزلة عن العالم القروي، فمثلا قبل يومين كنت في زيارة لمنطقة أوريكة بجماعة سيتي فاطمة لتفقد مشروع يروم تطوير أوضاع عيش السكان هناك، وفي مشيخة أشك، وقفت على مشاريع تبعث على الفخر، إذ تطوعت جمعيات محلية لبناء طريق يخترق الجبل على مسافة 8 كيلومترات، حيث شق السكان هذا الطريق بعرق أكتافهم وبدون مساعدة أي جهة، كما افتتحت الجمعيات هناك نواد نسوية وساهمت في تهيئة مجال عيش السكان. صحيح أنه توجد جمعيات، مع الأسف، جعلت من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فرصة لتحقّق منها مكاسب ريعية لأسباب خاصة، وأعتقد أن مبدأ المحاسبة أصبح الآن يدخل في سلوكنا بشكل عام، والحكومة ومعها مختلف المصالح أصبحت حريصة على ضبط الحسابات، وكل ما صرف من دعم يجب أن يخضع لافتحاص المجلس الأعلى للحسابات وللمجالس الجهوية، حيث ألحُّ على ضرورة جعل المجتمع المدني يسائل نفسه بنفسه، كما أن وجود مرصد يطّلع بتتبع أنشطة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وطريقة صرف الأموال العمومية، من شأنه الدفع نحو استعمال هذه الأموال العمومية في التنمية المستدامة.