"حتى النهاية"... قصة طالب مغربي قضى خمس سنوات بأوكرانيا قرر البقاء رغم شبح الحرب

16 فبراير 2022 - 20:00

بينما اختار بعض الطلبة المغاربة بأوكرانيا العودة إلى أرض الوطن، عبر الرحلات المتوفرة التي حلت بكل من طنجة والدار البيضاء، حفاظا على سلامتهم إلى حين عودة الهدنة إلى المدن الأوكرانية، بعدما راجت عدة أخبار وتقارير بخصوص غزو روسي مرتقب في الأيام  المقبلة، ارتأى البعض الآخر البقاء في أماكنهم هناك، ومتابعة دراستهم والتأقلم مع الوضع كيفما كان نوعه وخطورته.

واستمر « اليوم24 » في تواصله مع الطلبة المغاربة هناك، لوضع عائلاتهم في الصورة، وكذا لتنوير الرأي العام عما يحدث في أوكرانيا في ظل الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها الطلبة في هذه الظرفية، حيث أكد طالب مغربي يدرس في مدينة خاركوف الأوكرانية، بأنه قرر البقاء رفقة أصدقائه، رغم شبح الحرب لعدة اعتبارات، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة.

الطالب المغربي الذي أكمل سنته الخامسة في مدينة خاركوف الأوكرانية، أشار في حديثه مع الموقع، إلى أن قراره بالبقاء هناك رغم ما يدور حول إمكانية نشوب حرب، جاء بعد عقد عدة اجتماعات مع أصدقائه المغاربة، وكذا عائلته الصغيرة « يقصد الأب والأم والأخت والأخ البكر »، ليخلص في الأخير إلى قناعة بأن الحل الأمثل هو البقاء، لأنه في سنته الرابعة من الدراسة التي تعتبر محكا حقيقيا في مساره الدراسي، لما فيها من مواد صعبة وامتحانات يجب التحضير لها على النحو الجيد.

واستمر الطالب المغربي في حديثه مع الموقع، بالإشارة إلى أن أول اجتماع عقده كان مع رفاقه، حيث تم الإقرار بالبقاء في أوكرانيا، ومواصلة الدراسة بالشكل الطبيعي الذي كان عليه الحال في السابق، مؤكدا أن الأمر لم يكن سهلا، لكن الظروف حتمت عليهم ذلك، نظرا لغلاء أسعار التذاكر، وكذا عدم توصلهم لحل مع الجامعات التي يدرسون بها، في ظل أنها تشبثت بقرارها السابق.

وتابع المتحدث نفسه، بأنه اجتمع مع عائلته الصغيرة عبر تقنية الفيديو، وأخبرها بقراره المتعلق بالبقاء، حيث كان هناك بعض الخوف في صفوف العائلة، إلا أنها اقتنعت في الأخير بما ذكره، مشيرا إلى أن أهم شيء بالنسبة لأي شخص غادر وطنه لإكمال دراسته، هو العودة بالدبلوم في نهاية المطاف، لذلك لا يجب المجازفة بالسنوات التي قضوها هناك، والتعب الذي صادفهم في مسارهم الدراسي، والمعاناة التي يعانون منها طيلة السنوات السابقة، جراء البعد عن العائلة، خصوصا وأن الوضع الحالي يعتبر عاديا، بالرغم من الأخبار المتداولة بشأن إمكانية وقوع حرب.

وواصل الطالب المغربي في معرض حديثه، بأن الأوكرانيين احتفلوا اليوم الأربعاء بما يسمونه يوم الوحدة بمختلف الأماكن، بما فيها الجامعة التي يدرس فيها، حيث تبين من خلال هذه الاحتفالات بأن الأوضاع فعلا جد عادية ولا مجال للخوف، لأنه لا يمكن لشعب أن يحتفل ويلبي نداء رئيس بلدته، الذي أطلق تحديا على وسائل التواصل الاجتماعي تكريما ليوم الوحدة، من خلال التقاط صورة أو تسجيل مقطع فيديو مع علم أوكرانيا، والبلاد في حالة ترقب وحرب ممكنة.

وختم المتحدث ذاته حواره مع الموقع، بأن قراره البقاء في أوكرانيا يعتبر نهائيا وعن قناعة تامة وبدون أية ضغوطات، مشيرا إلى أنه اختار مواصلة دراسته بالشكل الطبيعي، عوض تضييع سنة بأكملها ستكلفه الشيء الكثير فيما بعد، موضحا في الوقت ذاته، بأنه من الضروري أن يتسرب الخوف بين الفينة والأخرى، إلا أنه وجب عليهم التأقلم مع الظروف إن هم أرادوا مواصلة مشوارهم الدراسي، واستكمال ما تبقى من سنوات هناك بخير، وبدون أية مشاكل مستقبلية.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي