استخدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، انتماءه للدين اليهودي أداة إضافية في حشد الدعم لبلده، واشتملت عدد من تدويناته في وسائل التواصل الاجتماعي على إشارات صريحة ليهوديته. وحث في منشور له باللغة العبرية، اليهود في جميع أنحاء العالم على رفع الصوت ضد الغزو الروسي لبلاده.

وكتب الرئيس زيلينسكي -الكوميدي السابق الذي تحول إلى زعيم في زمن الحرب- باللغة العبرية بعد هجوم صاروخي روسي استهدف برج التلفزيون في كييف، القريب من موقع بابي يار الذي شهد مذبحة لليهود على أيدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، إن له عائلة في إسرائيل وأنه زار إسرائيل مرات عدة.

وقال زيلينسكي البالغ من العمر 44 عاما، « أخاطب الآن جميع يهود العالم. ألا ترون ما يحدث؟ لهذا السبب، من المهم جدا ألا يلزم ملايين اليهود حول العالم الصمت الآن »، مضيفا « النازية ولدت وسط الصمت. لذلك ارفعوا الصوت حيال قتل المدنيين. ارفعوا الصوت حيال قتل الأوكرانيين ».

وعبر الرئيس الأوكراني في مؤتمر صحافي الخميس، عن امتنانه « للصورة الجميلة لأشخاص لفوا أنفسهم بعلم أوكرانيا عند حائط المبكى » في القدس، لكنه لا يشعر حسب تقارير عديدة « أن الحكومة الإسرائيلية لفت نفسها بالعلم الأوكراني ».

ورغم أن زيلينسكي وصف خلال حملته الرئاسية قبل ثلاث سنوات إيمانه بأنه « الجزء العشرون » في أولويات حياته. كما صرح لاحقا أنه يعتبر الدين مسألة شخصية، فإن المنشق البارز من الحقبة السوفياتية ناثان شارانسكي – الذي تقلد مواقع مسؤولية في الدولة العبرية، ويعرف الرئيس الأوكراني شخصيا- قال إن « يهودية زيلينسكي مهمة بالنسبة له »، وإن ما يقوم به ليس مجرد تكتيك.

لكن المسؤولين في تل أبيب لهم حسابات أخرى، إذ تجنب رئيس الوزراء نفتالي بينيت الإدلاء بإدانات قوية لروسيا، وفي ذلك سعي للحفاظ على العلاقات الأمنية الحساسة مع موسكو، أكده رفض تل أبيب إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا رغم طلبات عديدة من كييف، حسب ما أفادت به تقارير إعلامية.

ومن جهتها، ذكرت وكالة « تلغراف » الإخبارية اليهودية، أن « قيادة زيلينسكي تجد صدى… لدى اليهود في جميع أنحاء العالم »، مستشهدة بمجموعة متنوعة من الكتاب اليهود الذين يحيون تحديه الجيش الروسي.

وفي هذا السياق، غردت الكاتبة والفنانة الأمريكية اليهودية مولي كرابابل في حسابها على موقع « تويتر »، « كيهودية من المستحيل ألا أشعر بالفخر بشجاعة وكرامة وصلابة زيلينسكي في هذا الوقت ».