كيف وجدت الأجواء في المغرب وأنت تخوض اول مباراة لك به؟
صدقني القول ان قلت لك أنني لم اتفاجأ بالحماس الجماهيري المنقطع النظير الذي وجدته هنا في المغرب، وذلك على هامش المباراة الخيرية التي جمعت بين قدماء ريال مدريد وقدماء المنتخب المغربي، لقد وقفت عن قرب مدى حب الشعب المغربي لكرة القدم، سواء من خلال معرفته لجل لاعبي النادي الملكي السابقين، او من خلال تتبعه لأحداث الدوري الاسباني بكل تفاصيله، مما يعني ان أنصار ومحبي كرة القدم المغربية شغوفون بهذا النوع الرياضي، وبهذه المناسبة أشكره على حبه ومساندته لنا ودعمه للمبادرات الخيرية ذات الطابع الإنساني.
على ذكر هذه المباراة التي جمعتكم بقدماء المنتخب المغربي كيف جاءت مشاركتهم في هذه المقابلة الخيرية؟
بمجرد ان اتصلت اللجنة المنظمة بمؤسسة الاعمال الاجتماعية التابعة لفريق ريال مدريد لم نتردد في تلبية الدعوة إيمانا منا ان مثل هذه المبادرات التي لها طابع إنساني وخيري تخلق تآزر بين المجتمع كل من موقعه. لقد عودتنا مؤسسة الاعمال الاجتماعية التابعة لفريق ريال مدريد المشاركة في مثل هذه المقابلات في جميع أنحاء العالم، وفي هذا الصدد اود ان أشير الى ان المغرب يبقى اول دولة إفريقية وعربية توجه لنا الدعوة للقيام بهذا العمل الإنساني الخيري، ولهذا اشكر جميع المسؤولين من لجنة منظمة وقدماء لاعبين على الحفاوة التي ما فتئوا ان يقدمونها لنا، وهذا ما سيزيدنا حماسا للمشاركة في مباريات اخرى تحمل طابعا إنسانيا، على اعتبار ان الرياضة عموما وكرة القدم على الخصوص لها دور كبير في تقريب بين شرائح المجتمع وهذه هي حلاوة هذه اللعبة.
قبل ان تأتي الى مدينة طنجة للمشاركة في هذه المباراة هل كنت تعرف شيئا ما على كرة القدم المغربية؟
كرة القدم المغربية لها وزنها على الساحة الدولية ولو ان مستواها تراجع شيئا ما مقارنة مع سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، اتمنى ان تعود عجلتها الى الدوران خصوصا انها تتوفر على جمهور شغوف يفهم كثيرا في رياضة كرة القدم وهذا ما وقفت عنه في المباراة التي جمعت يوم ( الجمعة) الماضي بين قدماء المنتخب المغربي وقدماء فريق ريال مدريد، وكم تفاجأت لمعرفة الجماهير المغربية لأسماء العناصر الاسبانية السابقة رغم انها اعتزلت اللعب منذ مدة ليست وجيزة، وهذا ما يؤكد صحة كلامي بكون هؤلاء المحبين والأنصار يفهمون في الميدان الكروي.
سبق لك ان واجهت فريق الرجاء البيضاوي في نهائيات كاس العالم ماذا بقي عالقا لك في ذهنك عن تلك المقابلة؟
حقيقة انها مباراة لا تُنسى، خصوصا انها تدخل في اطار اول نسخة من منافسات كاس العالم للأندية والتي احتضنتها دولة البرازيل بداية الألفية الثالثة، وقد شارك فريق الرجاء البيضاوي في هذه المنافسة بصفته بطلا عن القارة الافريقية، مما يعني ان حضوره بدولة ( الصامبا) لم يأت بمحض صدفة وانما لتوفره على مجموعة قوية ومنسجمة وشابة وقادرة على خلق المفاجأة، وهذا ما تأكد جليا خلال مباراته امام ريال مدريد، حيث ان النادي الاخضر أحرجنا كثيرا قبل ان نفوز عليه ، علما ان كتيبة الفريق الملكي كانت تتوفر على ابرز العناصر في العالم حينذاك كن قبيل الحارس ايكير كاسياس الذي كان في بداية مساره الكروي، والبرازيلي روبرتو كارلوس ولاعب خط الوسط الانجليزي ستيف مكمنامن والهداف الفرنسي انيلكا ناهيك عن محبوب الجماهير المدريدية راؤول غونزاليس، علما ان هذه المجموعة كان يشرف عليها المدرب فيسنتي ديلبوسكي الذي يقود حاليا المنتخب الاسباني.
هل تتذكر شيئا ما عن احداث تلك المقابلة؟
كل ما أتذكره عن تلك المقابلة اننا خرجنا في الجولة الاولى منها منهزمين بهدف لصفر، وقدمنا خلالها مستوى جد سيء ، الشيء الذي جعل المدرب يوبخنا في فترة ما بين الشوطين وهذا ما جعلنا ندخل الشوط الثاني بوجه مغاير، حيث تمكنا في اقل من عشر دقائق من تسجيل هدفين قبل ان يرد علينا الفريق المغربي بهدف التعادل وكان قاب قوسين او أدنى من تسجيل هدف الفوز، قبل ان تباغته بهدف الانتصار قبل دقائق معدودة من نهاية هذه المقابلة التي أتممناها بنقص عددي بعد طرد كل من غوتي وروبرطو كارلوس.
الأكيد انك تعرف بعض اللاعبين المغاربة الذين مروا من الدوري الاسباني ؟
طبيعة الحال، فمجموعة من العناصر المغربية مرت من الدوري الاسباني وقدمت مستوى جيد جعلت الجميع يتذكرها بكل افتخار واعتزاز كما هو الشأن بالنسبة الى حسن فاضل الذي كان إيقونة فريق مايوركا قبل انضمامه الى نادي مالقا، الشيء نفسه بالنسبة الى نور الدين النيبت الذي ترك إرثا تاريخيا ضمن فريق ديبورتيفو لاكورونيا بعدما قاده لمجموعة من الألقاب، علما انه كان يلعب بجانب مواطنيه مصطفى حجي وصلاح الدين بصير.
ولعل هذه المباراة الخيرية التي اجريانها امام قدماء المنتخب المغربي أرجعتنا الى الوراء شيئا ما وجعلتنا نلتقي مع زملاء وأصدقاء لم نراهم منذ مدة.
ما تعليقك على المستوى الذي ظهر به فريق ريال مدريد بداية هذا الموسم؟
لا يمكن الحكم على اداء اي فريق والموسم الكروي مازال في بدايته، نعلم جميعا ان نادي ريال مدريد غير هذه السنة طاقمه التقني بتعاقده مع المدرب الايطالي كارلو انشولوتي، وهذا ما يتطلب وقتا حتى يتأقلم اللاعبين مع النهج التكتيكي الذي يعتمده، ورغم الهزيمة التي تعرض لها الفريق الملكي نهاية الاسبوع ما قبل الماضي امام الجار نادي أتلتيكو مدريد لحساب الجولة السادسة من الدوري الاسباني، فان هذا لا ينقص من قيمته لاسيما انه يتوفر على لاعبين مجربين من قيمة كريستيانو رونالدو والمدافع سيرجيو راموس ودي ماريا الذين بإمكانهم الدفع بالنادي الملكي للعودة الى سلسلة النتائج الإيجابية خصوصا ان جماهير " المرينكي" تنتظر الفوز بدوري ابطال أوربا الذي غاب عن خزينة النادي لأكثر من عقد من الزمن.
وماذا عن المنتخب الاسباني ؟
لا يجادل اثنان في كون المنتخب الاسباني يعد حاليا أقوى منتخب على المستوى العالمي، ولو ان أدائه لم يرتق الى ما كان منتظرا منه في كاس القارات التي أقيمت الصيف الماضي بالديار البرازيلية، لكنه استطاع ان يفرض ذاته في التصفيات الأوربية المؤهلة لنهائيات كلس العالم في مجموعة قوية تضم خصوصا المنتخب الفرنسي، لهذا فرهاننا حاليا يبقى المحافظة على اللقب القاري الذي احرزناه في جنوب افريقيا عام 2010 بجنوب افريقيا، ولو ان الامر لن يكون سهلا ويسيرا بحكم قوة المنتخبات المشاركة في نهائيات كاس العالم المقبلة والتي تتطلع بدورها للبصم على اداء جيد وتأكيد احقيتها في هذا العرس العالمي.