طرابلس تستعين بالرباط لاستيعاب الثوار الليبيين

09 أكتوبر 2013 - 14:38

يستعد المغرب لفتح أبواب مؤسساته التابعة للتكوين المهني، لاستقبال أفواج من الثوار الليبيين الذين تسعى طرابلس إلى إدماجهم في النسيج الاقتصادي، وتمكينهم من الحصول على شهادات في ميادين مختلفة تمهيدا لإدماجهم في سوق الشغل. الخبر أعلنه وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز، في أعقاب مشاورات أجراها، صباح أمس، مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني.

المسؤول الليبي الذي يوجد ضمن وفد كبير يرافق رئيس الوزراء عبد الله زيدان في زيارته الرسمية للمغرب؛ قال إن البلدين يحضّران لعملية تكوين أفواج من الثوار الليبيين، «وأنتهز الفرصة لكي أثمن عاليا أداء مراكز التكوين في المغرب التي ستفتح الأبواب لليبيين في إطار سياسة ليبيا الجديدة لاستيعاب الثوار واستيعاب المقاتلين حيث سيكون هناك تكوين متخصص في كافة المجالات في المغرب، وعلى المستوى التعليمي نحن سعداء لكون الجامعات المغربية ستفتح أبوابها للطلبة الليبيين». وعن تفاصيل هذه العلمية غير المسبوقة، أوضح عبد العزيز أن بلاده معجبة بمؤسسات التكوين المهني بالمغرب، «وخاصة أن هناك نوعا من التنويع في التكوينات وفي مختلف المستويات، ونحن في ليبيا في إطار استيعاب الثوار، يهمنا جدا أن نفتح الأبواب لهؤلاء الشباب للتدريب في المراكز المغربية، ومن أجل تفعيل هذا الاتجاه، وبعد أن يقوم وفد ليبي بزيارة هذه المعاهد، ننتظر أن يقوم مديرو هذه المراكز بزيارة ليبيا ليطلعوا على أولويات المرحلة في ليبيا وأنواع التكوين التي نحتاجها».

الندوة الصحافية المشتركة التي حضرها المسؤول الليبي رفقة سعد الدين العثماني، شهدت تأكيد الجانبين وجود تعاون وثيق في المجالين الأمني والعسكري، حيث تسعى ليبيا إلى تمكين أجهزتها الأمنية من التكوين في المؤسسات المغربية المتخصصة، «نحن يهمنا جدا التنسيق في مجال تكوين الشرطة بالدرجة الأولى» يقول محمد عبد العزيز، مضيفا أن ما يميّز الثورة الليبية عن نظيرتيها في كل من مصر وتونس، «كوننا بدأنا من الصفر في بناء مؤسساتنا الدفاعية والشرطة والمخابرات والمؤسسات الأخرى، وهذا تحدي كبير لا يتأتى بناؤه إلا بدعم من الأشقاء والشركاء الدوليين، ونحن نثمن عاليا فتح المغرب لأبوابه لتقديم هذا الدعم سواء في تدريب الجيش أو الشرطة». فيما أضاف وزير الخارجية والتعاون المغربي، سعد الدين العثماني، أن اجتماعات خاصة ستنعقد بمناسبة انعقاد اللجنة العليا المشتركة المغربية الليبية، بين مسؤولين من إدارتي الدفاع والأجهزة الامنية في البلدين، وهو ما سيفضي إلى أشكال أخرى من التعاون.

وزير الخارجية الليبي شدّد في هذه الندوة الصحافية على تثمين الأدوار التي قام بها المغرب أثناء وبعد الثورة الليبية، معتبرا أن العلاقات المغربية الليبية ليست مجرد علاقات ثنائية، «بل علاقات استراتيجية متجذرة في التاريخ، عانينا من توترات في العلاقات في مراحل سابقة، لكن وبعد الدعم الكبير الذي قدمه المغرب لثورة 17 فبراير، على مستوى المؤسسة الملكية والحكومة والشعب، ويعتبر دعما غاية في الأهمية لإنجاح الثورة والمساعدة في الانتقال إلى دولة المؤسسات والقانون، أثمن عاليا موقف صاحب الجلالة للدعم الذي قدمه لهذه الثورة وكون أول وزير عربي زار المجلس الانتقالي في 2011 كان من المغرب».

شارك المقال

شارك برأيك
التالي