ما الداعي وراء الضجة التي أثرتها على خلفية اعتقال مراهقي الناظور بتهمة التقبيل؟
لم أثر أي ضجة، ما قمت به هو أنني أدليت بموقفي بخصوص القضية وتساءلت هل هناك مغربي لم يسبق له أن قبل صديقة له عندما كان قاصرا، بمعنى أن هذه مرحلة أكيد مر منها الكثير منا بمن فيهم أنا ولذلك قلت إذا كان السيد الرميد يرى أن هذا ضد القانون فليقبض علي أنا أيضا. أكيد أن هناك من اعتبر موقفي وتصريحي مستفزين، ولكنني قلت الحقيقة وعبرت عن موقفي بكل صراحة. موقفي كان ضد متابعة أولئك الأطفال، فإذا كانوا قد ارتكبوا بالفعل أمرا سيئا كان الأولى أن يتم إصلاحه بطرق أخرى، بدل إثارة كل هذه الضجة والفضيحة التي من دون شك، ستترك آثارا في نفسيتهم على مدى سنوات طويلة. كان الأولى أن نلتفت لدور الأسرة والمدرسة وأن نترك لهم فرصة إصلاح الأمر بدل رميهم في السجن.
انتقدت الرميد وحمّلته مسؤولية اعتقال الأطفال الثلاثة كيف كان موقفك من تصريحه بعدم معرفته بالقضية أصلا؟
أنا لم أذكر الرميد في تصريحي، ولكن أعتبر أن وزير العدل يتحمل المسؤولية السياسية فيما وقع وكان عليه بمجرد علمه بالأمر، أن يتدخل لإطلاق سراح الأطفال لأن قضاءهم ليلة واحدة في السجن بالتأكيد سيترك أثرا عميقا في نفسيتهم لن يزول بعد وقت قصير. المسؤولية أيضا تتحملها الوزارة المسؤولة عن قطاع الطفولة، لأن المغرب سبق له التوقيع على اتفاقية دولية لحماية الأطفال تمنع إرسال القاصرين إلى السجن إلا في حال ارتكابهم لجرائم حقيقية وليس من أجل قبلة، لأن إرسال أطفال للسجن من أجل أمر تافه كذلك قد يكون خطوة نحو تحويلهم إلى مجرمين حقيقيين.
دفاعك عن معتقلي القبلة نابع من منطلق كونهم أطفال أو من منطلق أن ما قاموا به يدخل في إطار الحريات الفردية؟
نابع من المنطلقين معا، أولا لكون المتابعين أطفال والدولة مسؤولة عن حمايتهم أمام المجتمع الوطني والدولي، وأيضا من منطلق كون ما قاموا به يدخل في إطار الحريات الشخصية، خصوصا أن صورة القبلة نشرت عبر صفحة شخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». أيضا تضامني مع هؤلاء الأطفال يأتي من منطلق أنه لا توجد قضية من الأساس، الموضوع تافه للغاية ولم يكن يستحق كل هذه الضجة، المغرب لديه من المشاكل والقضايا ما هو أهم من ملاحقة أطفال عاشوا تجربة معينة، بحكم مرورهم من مرحلة المراهقة. ما قلته بخصوص تقبيلي لصديقتي كان بهدف الاستفزاز وقد قمت بذلك عمدا لأظهر أن هذا الأمر تافه ويدعو إلى السخرية وأيضا لأقول إن هذا أمر عادي مررنا به جميعا.
في سياق الحريات الفردية، هل أنت مع حذف القانون الذي يجرم العلاقات الجنسية بين البالغين؟
يجب أن نكون واضحين مع أنفسنا وأن نجعل القانون واقعي ومواكب للمجتمع، لأن أغلب المغاربة يخرقون القانون بشكله الحالي الأمر الذي يستدعي إعادة النظر فيه. لن أتحدث عن العلاقات الجنسية بين البالغين لأن القانون يذهب بعيدا على هذا المستوى، وأحيانا تكون العلاقة بريئة بين شاب وشابة، موضوع مساءلة قانونية، إذ يمكن للشرطي أن يقوم بتوقيفهما لمجرد أنهما يمشيان في الشارع متشابكي الأيدي أو لأنهما يجلسان لوحدهما بجانب الشاطئ…صحيح أننا يجب أن نحترم بعضنا وديننا ومجتمعنا وثقافتنا لأننا نعيش في بلد له خصوصيته ولسنا في أوروبا مثلا، ولكن وفي الوقت نفسه يجب أن نحترم على الأقل الحد الأدنى من الحريات الشخصية للشباب وأن نضع حدا للنفاق ونكران ما يقع في المجتمع، هذا هو مشروع حزبنا الأصالة والمعاصرة، احترام الدين والثقافة والقيم المغربية الأصيلة، وفي الآن نفسه، مواكبة التغيرات التي يشهدها المجتمع.
هل ستزور معتقلي القبلة بعدما تم إطلاق سراحهم؟
لقد تم إطلاق سراح الأطفال الثلاثةن أول أمس، وقد قامت البرلمانية نبيلة بنعمر بزيارة الطفلة كما قام أعضاء من الحزب بزيارة القاصرين المفرج عنهم، لم يكن الوفد الذي قام بالزيارة كبيرا لأننا لم نرد لفت الانتباه وإثارة ضجة حول أسر الأطفال، خصوصا أنهم عاشوا أياما صعبة مؤخرا. حاليا، يجب أن نناقش مع أسر الأطفال حتى نشرح لهم أن ما وقع أمر طبيعي وأن المهم في هذه المرحلة هو مساعدة الأطفال على الاستمرار في حياتهم وكأن شيئا لم يحدث.
قمت مؤخرا باعترافات كثيرة تهم حياتك الخاصة، بدءا باعترافك بتعاطي الحشيش مرة عندما كنت طالبا، وصولا إلى اعترافك بتقبيل صديقتك حين كنت قاصرا، هل هناك المزيد من الاعترافات؟
«الله يجعل البركة لهاذ السيمانة». هذه أشياء عادية جدا، أغلبية المغاربة مروا من تجارب مماثلة، المهم أنني لم أقتل ولم أسرق ولم أكذب ولم أنافق قط. عشت طفولتي ومراهقتي بشكل عاد، ومررت من تجارب مثل جميع المغاربة، بدءا بالكيف الذي تعاطيته مرة، وأدعو إلى تقنينه، وصولا إلى تقبيل صديقتي عندما كنت شابا مراهقا، لا أظن أن هناك من لم يمر من تجارب مماثلة حتى أولئك البرلمانيون المحافظون الذين يدعون العكس، فنحن لسنا ملائكة، هذه أمور عادية يجب أن نكون صرحاء وواضحين بخصوصها.