كنت على رأس المشاركين في وقفة "البوسان" أول أمس، ما الهدف من الوقفة خصوصا بعدما أفرج عن مراهقي الناظور؟
ابتسام لشكر :الهدف أولا هو التضامن مع أولئك المراهقين، وثانيا بعث رسالة مفادها أن "البوسة" ليست شيئا خطيرا أو حتى جريمة بل إنها عادية جدا في سن المراهقة، أقول هذا بصفتي طبيبة نفسانية، فالطفل في تلك المرحلة العمرية التي نسميها المراهقة يكون بصدد اكتشاف مجموعة من الأشياء في ذاته وفي العالم الخارجي وفي الجنس الآخر بالخصوص. الهدف الثالث من الوقفة هو التأكيد على أن الحب والمشاعر الإنسانية حق من الطبيعي التعبير عنه.
تقولين أن القبلة بين المراهقين عادية، أنتم بالغون وقمتم بتقبيل بعضكم في الشارع العام هل هذا الأمر عاد هو الآخر؟
القبلة إجمالا أمر عادي، هي تعبير عن الحب والحب حق، وأستغرب كيف يدعي البعض أنها إخلال بالحياء في الوقت الذي يتابع فيه المغاربة صغار وكبار المسلسلات المكسيكية والتركية المليئة بالقبل، أين يكون هؤلاء حين تقع جرائم الاغتصاب والتحرش بالفتيات في الشارع؟ للأسف المجتمع يعيش حالة من النفاق والأخطر أنه يتم إدخال الدين في هذه النقاشات. نحن قمنا بوقفة سلمية وللأسف ووجهنا بالعنف والسب وبالعبارات العنصرية من قبيل وصفنا بالمسيحيين واليهود وكأن تلك سبة، للأسف المجتمع "ولى تيخلع".
الوقفة ووجهت من طرف مواطنين وليس عناصر الأمن، ما يعني أن المجتمع غير متقبل لما قمتم به، ألا توافقون على أن العيش في إطار المجتمع يفرض احترام معايير معينة متفق عليها جماعيا؟
صحيح أننا ووجهنا من طرف مواطنين وليس عناصر الأمن، ولكن المواطنون الذين واجهونا نعرفهم جيدا كأمين البارودي المحسوب على المخزن، بالنسبة للمارة فهم لم يقتربوا منا، وحتى من كانوا يجلسون في المقهى المجاور للمكان الذي نظمت فيه الوقفة لم يهاجمونا، وبالنسبة لرجال الأمن فقد وقفوا يتفرجون على ما نتعرض إليه من تعنيف في الوقت الذي كان يفترض تدخلهم لحمايتنا.
البعض اعتبر أن قضية مراهقي الناظور تم تحميلها أكثر مما تحتمل وهناك من دعا لنسيان هذه التجربة باعتبار الآثار النفسية السلبية التي خلفتها لدى الأطفال. ألا ترون أنه بمبادرتكم قد تزيدون من معاناة أولئك الأطفال؟
المغاربة دائما يستعملون سلاح النسيان لمواجهة مختلف القضايا وهذا أمر خطير، نحن سمعنا بدعوات تناسي ما وقع وهذا أمر نرفضه لأن الرضوخ له يعني أن اولئك الأطفال ارتكبوا حقا أمرا خطيرا وهذا غير صحيح هم مارسوا حقا مشروعا كان الأولى أن يتذكروه كتجربة جميلة من طفولتهم.
لماذا حركة مالي تخرج دائما من اجل قضايا مثيرة يرى البعض انها تستفز المشاعر الدينية للمواطنين ؟
أولا وقفة أمس لم يكن فيها أعضاء حركة مالي لوحدهم بل كان هناك العديد من الأشخاص الذين لا ينتمون لأية جمعية أو حركة، ثانيا حركة مالي معروفة منذ 2009 بكونها تدافع عن الحريات الفردية وتعمل على تكسير الطابوهات ولذلك نقوم بمبادرات استفزازية بهدف خلق نقاش مجتمعي…؟ لقد كانت صدمة بالنسبة لنا، نحن نرى يوميا الناس يقبلون بعضهم في الشارع ولا يمسسهم احد، وللإشارة فقط فالتقبيل ليس جريمة، حتى إذا رجعنا للقانون المغربي فهو يتحدث عن الإخلال بالحياء العام، وفي هذا الإطار أستغرب كيف يتم توقيف شخصين لمجرد تبادلهما قبلة ولا يتم توقيف شخص يعري عضوه التناسلي ليتبول في مكان عام، أليس هذا إخلالا بالحياء العام؟ هذا مجرد تساؤل أحاول من خلاله فهم سر التناقض في المجتمع.
ألا توافقين على أن الدفاع عن الحريات والحقوق يجب أن يتم في إطار احترام خصوصيات الثقافة والتقاليد الدين؟
أنا لا أعرف ولا أعترف بالخصوصية المغربية على مستوى الحقوق والحريات، لأن الحقوق كونية ولا علاقة لها بالتقاليد والثقافة، للأسف مجتمعنا يتراجع إلى الوراء يوما بعد يوم وصرنا نرى أشياء مخيفة للغاية لم نعهدها سابقا.
ما السبب في هذا التراجع في نظرك؟
السبب هو صعود الإسلاميين وانتشار الفضائيات الدينية المتشددة التي تؤثر في الناس خصوصا مع ارتفاع نسب الأمية، هؤلاء الظلاميون من إسلاميين وسلفيين يؤثرون بشكل سلبي في المجتمع ويسيرون بنا نحو المجهول، المغاربة كانوا منفتحين ولكن للأسف الوضع اليوم "ولى تيخلع" ونحن علينا أن نقاوم ونكون أقوياء في مواجهة هذا التيار الظلامي.