منيب لـ"اليوم24": حكومة بنكيران الثانية هي تطبيع مع الفساد والاستبداد

14 أكتوبر 2013 - 08:30

ما هو تعليقكم على التشكيل الحكومي وارتفاع عدد الوزراء وخاصة عدد الوزراء التقنوقراط؟

الوضع السياسي اليوم يتميز بتراجع كبير وبعودة تحكم المخزن في مجريات، وهذا التحكم ليس وليد هذه الحكومة ولكن هو مستمر، وكان بعض المغاربة غير المتتبعين للشأن السياسي بالشكل المطلوب بأن تأتي حكومة بن كيران الثانية بالجديد، لكن بالنسبة لنا ما أنتجته هذه الحكومة كانت منتظرة لأن طبيعة النظام لم تتغير ولأن سؤال الديمقراطية مازال مطروحا في بلادنا وبحدة، فنحن الآن خارج البناء الديمقراطي.

المسألة الأخرى التي أدت إلى إحباط فئات واسعة من الشعب ليس هو عدد الوزراء بقدر ما هو أن حزب العدالة والتنمية قام بالتطبيع مع الفساد والاستبداد وهو الذي رفع شعار محاربتهما خلال حملته الانتخابية، لذلك فنحن نعيش ردة سياسية خطيرة والحل لن يكون باستبدال وزراء محل آخرين ولكن بالقطع مع هذا التضليل السياسي الذي أضعف الحزب الأغلبي كما كان الحل مع حزب الاتحاد الاشتراكي لكن هذه المرة بطريقة أسرع، وأؤكد على أن وضع بن كيران في يد مزوار لن تخدم الديمقراطية في المغرب.

قلتم أننا نعيش حالة ردة سياسية ما هي أهم مظاهر هذه الردة؟

أولا لدينا حكومة ضعيفة وتفتقر للشجاعة والإرادة السياسية، لأنها لم تستغل ذلك الهامش الضيق الذي منحه الدستور لتأخذ بزمام الأمور في بعض المجالات مثلا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمجلس الأعلى للتعليم كان من المفروض أن يكون رئيس الحكومة من يعين من يرأسها لكنه تنازل عن هذه الصلاحيات، لذلك نحن نقول أنا المغرب مازال يعاني من سؤال من يملك السلطة حقيقة في المغرب، كما أن الحكومة لحد الآن لم تباشر الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الضرورية مثلا لماذا لم تقم الحكومة بإصلاح النظام الضريبي ومحاربة اقتصاد الريع وإرجاع الأموال المهربة كل هذه الإصلاحات لم ترى النور والبلد في وضع اقتصادي مأزوم لكن الحكومة لا تتحرك لهذا أقول أننا عدنا إلى نفس الممارسات السابقة والدولة أخذت زمام الأمور في جميع القضايا الاستراتيجية.

الآن اكتمل تشكيل الحكومة هل تتوقعون بأن نخرج من حالة الإنتظارية وأن تباشر الحكومة القيام بالإصلاحات المطلوبة؟

أنا كنت كتبت تعليقا في الفايسبوك عندما تم الإعلان عن تشكيل الحكومة أقول فيه "لا تعليق"، لا يمكن أن أنتظر شيئا من حكومة يمثل هذه التشكيلة، يكفي أن أرى وزيرا تشبث بالبقاء في الوزارة في حين أن جميع رفاقه في الحزب قدموا استقالتهم كيفما كانت المبررات، والآن نقدمه على أنه بطل، نحن نسيد حتى من يطعن رفاق حزبه في الظهر، وهذه الحكومة أظهرت أن هناك فاعل واحد في المجال والسياسي وكذلك والاقتصادي، والحكومة لا يمكن لها أن تقدم أي شيء لأنها جاءت في وضع متأزم وخزينة الدولة فارغة والمديونية في ارتفاع مستمر ولا نعرف أين تصرف، ومشكل صناديق التقاعد التي تحتاج 538 مليار درهم خلال سنة 2014 وكذلك صندوق التضامن الاجتماعي يحتاج لأزبد من 200 مليار ولا أحد يحاسب ونحن في دولة الإفلات من العقاب ونحن نعيش حالة البؤس السياسي الممنهج.

شارك المقال

شارك برأيك