لا يكاد يمر حدث سياسي أو فني أو اجتماعي إلا وتعبر عن موقف صريح بخصوصه عبر الفيسبوك، هل هذا من منطلق اتباعك للموجة والموضة الرائجة أو من منطلق اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي متنفسا يمكن من خلالها تمرير ما يصعب تمريره في باقي وسائل الإعلام؟
كما قلت هو من منطلق اعتبار هذه الوسائط متنفسا، فلو أتيحت لنا الفرصة لنتكلم في منابر أخرى من دون أن نواجه بحاجز الرقابة ما كنا لنلجأ إلى هذه الوسائط، الحمد لله نتوفر اليوم، على الفيسبوك الذي نستطيع من خلاله التعبير بكل حرية عن مواقفنا وبأسمائنا الحقيقية وبصورنا لأان أول شروط الصراحة أن يكشف الشخص عن نفسه.
هل واجهتك مشاكل بسبب مواقفك الصريحة جدا؟
أكيد وقعت لي الكثير من المشاكل بسبب مواقفي والمشاكل تقع غالبا مع أشخاص لا يفهمون معنى حرية الرأي والتعبير، كما تعرضت للتهديد والوعيد، ولكنني لا أبالي بكل هذا لأنني مقتنع بكل كلمة أقولها وكل فكرة أعبر عنها، لأنني لا أنافق نفسي ولا أنافق الآخرين وهذا الأمر كاف لأكون مطمئنا وحتى لا أخاف من أي شيء.
من مواقفك المثيرة للجدل والتي خلفت ردود فعل كثيرة استياءك من الزيادة في ثمن الخمور، هل لك أن توضح أكثر موقفك؟
نحن نعلم أن نسبة كبيرة من المغاربة تقدر بالملايين يستهلكون الخمور وهناك نسبة مهمة تستهلك المنتوج الوطني، وفي رأيي أن يتم التقليل من شرط الجودة في المنتوج الوطني ونزيد في سعره يعتبر احتقارا واستغلالا واضحا لملايين المستهلكين، مع العلم أن الخمور تدر على خزينة الدولة مداخيل مهمة، ولكي أوضح أكثر، فالأمر لا يتعلق بزيادة درهم أو درهمين، بل إن الزيادة تصل إلى عشرة دراهم وأكثر، هذا في نظري «حگرة» ونفاق وتناقض صارخ لأن الحانات تتوزع في كل مكان والمغرب يعتبر من أهم المصنعين للخمور، هذه سياسة الإسلاميين لدفع الناس للتخلي عن شرب الخمر، وإذا نجح مسعاهم وتخلى الناس عن شرب الخمر، قد يتجهون لاستهلاك «القرقوبي» والمخدرات بشتى أنواعها وسنجد أنفسنا أمام مشكل خطير.
بمعنى أنك تعتبر الخمر أقل الضررين؟
الخمر ليس ضررا من الأصل، بل بالعكس هو قيمة مضافة للاستهلاك الوطني، والضرر يحدده المستهلك بالكم الذي يتناوله…
تتحدث وكأن الخمر جزء من ثقافتنا كالغرب الذي يتناوله في المناسبات وليس بالضرورة حد الثمالة؟
الخمر هو في صميم الثقافة المغربية، وخاطئ من يقول إنه غريب عن ثقافتنا، هويتنا المغربية هوية متنوعة فيها الخمر وفيها الرقص وفيها العديد من الأشياء التي صار البعض يهيئون لنا أنها غريبة عنا، نحن لسنا أفغان ولا سعوديين…
ولسنا أوروبيين أو أمريكيين أيضا…
صحيح لسنا أوروبيين ولا أمريكيين، نحن مغاربة والخمر موجود في ثقافتنا ويكفي أن المغرب من أكبر المنتجين للخمور، كما يكفي أن ننظر للأشخاص الذين يتوفرون على عمل بفضل هذه الصناعة… العالم يتقدم نحو الأمام ونحن للأسف نتراجع ونتشبث بأشياء هامشية، هذا رأيي وقد سبق أن عبرت عنه أكثر من مرة وأستطيع أن أقوله في أي مكان سواء في محاضرة أو حتى في مسجد لأنني متصالح مع نفسي ولا أنافق.
كنت من بين الذين خرجوا في مسيرة الاحتجاج ضد العفو عن مغتصب الأطفال الإسباني، وكنت ممن طالتهم هراوات الأمن، هل كنت تنتظر نتائج التحقيق في الاعتداء على المحتجين؟
لا، لم أنتظر نتائج التحقيق لأن تراجع جلالة الملك عن العفو كان خطوة مهمة وكان بالنسبة إلي بمثابة رد اعتبار وقد كان كافيا جدا.
ما رأيك في الاحتجاج الذي نظمه بعض الشباب بتبادل القبل ردا على قضية اعتقال مراهقي الناظور؟
الاحتجاج بالقُبل سبق أن تم في باريس وأولئك الشباب قلدوا ذلك، بالنسبة إلي أستطيع أن أقبل فقط زوجتي لأنها زوجتي. وبالنسبة إلى قضية أطفال الناظور، أعتبرها قمة العبث، و«حشومة» ما تم ارتكابه في حق أولئك الأطفال. شخصيا لا أقبل بأن يتابع مثلا ابني لأنه قبَّل قريبته ونشر الصورة على أحد المواقع، وكذلك لم أقبل ما تعرض له أولئك الأطفال، وفي رأيي من يجب أن يتابع هو «البرگاگ»، الذي تجسس على صفحات أولئك الأطفال على «الفيسبوك» وأخذ الصورة وطالب بمتابعتهم بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان.