ما هي قراءتك للبرنامج الخاص الذي قدّمه الإعلام العمومي مع رئيس الحكومة مساء يوم الأحد؟
أولا، لابد من الإشادة بمبادرة رئيس الحكومة في اعتماد هذا التقليد الدوري أو المناسباتي في التوجه إلى الرأي العام الوطني والدولي عبر ممثلي وسائل الإعلام الوطنية. أما عن ملاحظاتي، فاللقاء يبدو وكأنه لم يهيئ بحرفية تامة بين الصحفيين المحاورين وفريق التواصل لرئيس الحكومة، غاب تقديم سياق اللقاء والمحاور والأدوار والتنسيق، وتناثرت الكلمة بين أقطاب الحوار وظهر بعض الصحفيين وكأنهم متفرجون جراء صعوبة أخذ الكلمة لسوء توزيعها من جهة، ولاحتكارها في ممرات عديدة من اللقاء من قبل رئيس الحكومة من جهة ثانية، وللهجته تجاه مخاطبيه من جهة ثالثة.
أي أن الجانب الشكلي كان ضعيفا؟
لقد اختلطت مواقع وصفة الأقطاب المشاركة في الحوار، ووجدنا صعوبة في تحديد مكان لعبدالإله بنكيران ولمخاطبيه في اللقاء. كان بنكيران يذكر أنه رئيس الحكومة وكأنه يتخلص من لسان حاله الذي يعبر عن الزعيم السياسي بامتياز، فيما أسقط عن الصحفيين صفتهم التمثيلية للرأي العام وللمجتمع. وللتذكير، فإن من حل ضيفا على رئيس الحكومة لمحاورته ومساءلته، بالتفويض طبعا، هو الرأي العام والمجتمع المغربي قاطبة.
ماذا عن المشادات المتكررة مع الصحافيين؟
معاملة رئيس الحكومة المتشنجة للصحفيين لم ترق إلى ذلك الأسلوب المهني في إدارة العلاقة مع ممثلي الرأي العام بالاستماع إليهم واحترام أسئلتهم ماداموا مفوضين من قبل المجتمع، وأن هذا الأخير من حقه أن يحاسب الحكومة وحتى رئيسها عبر آلياته (البرلمان، وسائل الإعلام…). ثم إن الصحفيين لم يحظوا بمعاملة «الضيف»، ليعتذر رئيس الحكومة في الأخير عما صدر منه. رئيس الحكومة خطب في الصحفيين ولم يحاورهم.
هل استجاب اللقاء لانتظارات الرأي العام؟
رئيس الحكومة استغل الفضاء العمومي لتصفية حساباته مع منافسيه السياسيين، في حين أن المغاربة كانوا ينتظرون شيئا آخر لأنهم ضاقوا ذرعا بهذه السجالات التي لا تعنيهم في شيء، وارد أن الأستاذ بنكيران لم يرد على السيد شباط، ولكن تكلفت بهذه المهمة وعلى مدار الشهور أطر حزبه المختصة، وهذا يكفي. ليس من حق رئيس الحكومة أن يطالب بمعاملة تفضيلية من قبل الإعلام العمومي وإلا يجب إعادة النظر في قواعد الضبط الإعلامي. ثم إذا كان تواصل رئيس الحكومة ناقصا، فهذا يمكن أن يعالج بطرق أخرى وليس بفرض الأمر على الإعلام العمومي بعد أن لزم الصمت لمدة طويلة جدا كنا نتساءل فيها ولم نجد أجوبة لما يجري. الزمن الإعلامي ليس بالضرورة زمنا سياسيا.