مصطفى الناعيمي: البوليساريو يختلق المواجهات في الصحراء للتاثير على المبعوث الاممي

22 أكتوبر 2013 - 13:22

لماذا في نظركم تندلع المواجهات في المناطق الجنوب مع كل زيارة لكريستوفر روس إلى المغرب؟

هذه الأحداث تدخل في إطار الحرب الدبلوماسية، لأنه بالنسبة لجبهة البوليساريو لا يمكن أن تتم زيارة كريستوفر روس أو أي زيارة لهيئة حقوقية دولية دون أن ترغب في إثبات أنها موجودة على الساحة، وهذه المواجهات التي يتم اختلاقها تدخل في إطار محاولة البوليساريو إقناع المبعوث الأممي بأن لها شعبية في الشارع الصحراوي، خصوصا وأننا نلاحظ أن هذه المواجهات تكون مصحوبة بآلة إعلامية كبيرة مساندة للبوليساريو من أجل تصوير الأحداث من وجهة نظر واحدة وهذا أيضا يدخل في إطار الحرب الإعلامية التي تخوضها جبهة البوليساريو ضد المغرب.

 

كيف يجب على المغرب التصرف مع هذه الأحداث التي تفتعلها جبهة البوليساريو؟

المغرب عليه أن يتصرف بشكل حضاري وسياسي مسؤول، وألا ينساق وراء هذه المواجهات، وأن يترك للانفصاليين حرية التظاهر شريطة ألا يقوموا بأعمال تخريبية أو المس بأمن الدولة، وعلى الدولة المغرب أن تثبت بأنها لا تلجأ إلى العنف إلا مرغمة عبر تقنيات التسجيل والتصوير التي تثبت مدى قدرة المغرب على تجنب الصدامات بشكل عملي.

 

ألا تعتقدون أن هذه الأحداث يتم افتعالها من أجل الإساءة لصورة المغرب على مستوى حقوق الإنسان؟

في مسألة حقوق الإنسان يجب أن نكون حذرين في الإجابة، لأنه بمجرد ما يتم ذكر قضية حقوق الإنسان في الصحراء حتى يتم التنديد بالموقف والممارسة المغربية في الجنوب المغربي، ومعنى هذا أنه حتى حين يتصرف الأمن المغربي بشكل سياسي مسؤول فإن ردود الفعل الدولية والإعلامية تبقى سلبية اتجاه المغرب، والسبب في هذا الأمر في كون مصداقية الدولة المغربية في مجال حقوق الإنسان على الصعيد الدولي هي مصداقية محدودة جدا.

 لذلك على المغرب ألا يكتفي بالخطابات ولكن أن يقوم بخطوات جدية في العديد من المجالات على مستوى تطبيق الجهوية وأن يثبت للعالم بأن المغرب دخل في إصلاح مؤسساتي حقيقي هنا فقط ستتغير صورة المغرب على الصعيد الدولي ولن تكون لديه مشكلة في ملف حقوق الإنسان كما سيظهر للرأي العام العالمي بأن البوليساريو يناور ويستفز المغرب مستغلا في ذلك صورة المغرب السيئة في مجال حقوق الإنسان،ولحد الساعة مازال أمام المغرب عمل كثير في مجال حقوق الإنسان والحريات،والبوليساريو تتعامل بذكاء مع هذه المسألة ويستغلون قضية حقوق الإنسان لتمرير الخطاب الذي يريدون.

على المغرب أن يخرج من حالة الانتظارية وترقب الموقف الأمريكي أو الجزائري وأن ينخرط في مسلسل إصلاح حقيقي في المناطق الصحراوية بدءا بتطبيق مشروع الجهوية والحرص على تنظيم انتخابا نزيهة في المناطق الجنوبية.

 

ما هي توقعاتكم للمرحلة التي تأتي بعد زيارة كريستوفر روس للصحراء؟

أولا يجب وضع الزيارة في سياقها الطبيعي وهي أن المبعوث الأممي سيقدم تقريرا لمجلس الأمن خلال الأسبوع القادم، لذلك فهي زيارة إجرائية ولا أتوقع أن تسفر عن جديد لكن ينتظر أن التقرير الذي سيقدمه روس لمجلس الأمن لن يكون في صالح المغرب خاصة في مجال احترام حقوق الإنسان في الصحراء، لذلك على المغرب أن يجد حلا فعليا لهذه القضية التي تضر بمصالحه في جميع المحافل الدولية.

شارك المقال

شارك برأيك
التالي