الجدل حول التجسس الهاتفي يهدد انجازات اوباما في مجال العلاقات الخارجية

26 أكتوبر 2013 - 17:34

ولخص وزير الخارجية الاميركي جون كيري مظاهر قلق الدول الحليفة عندما قال قبل ايام "لقد دخل في اذهان القادة الاجانب انه في الوقت الذي نتفاوض فيه مع ايران ونتفاوض حول عملية السلام في الشرق الاوسط, هل نستطيع ان نثق بالاميركيين?".

وكان الاعلان عن عمليات تنصت قامت بها وكالة الامن القومي الاميركية على الاتصالات في الكثير من الدول شملت ملايين الارقام في فرنسا, وشملت حتى هاتف المستشارة الالمانية انغيلا ميركل, اثار غضب القادة الاوروبيين.

ويعتبر المسؤول السابق عن اوروبا واوراسيا في وزارة الخارجية خلال حكم جورج بوش هيثر كونلي ان اجوبة البيت الابيض لم تتمكن حتى الان من تهدئة غضب الحلفاء الاوروبيين. وقال "ان مقاربة البيت الابيض للمشكلة دفعت القادة الاوروبيين الى رفع الصوت اكثر, لان الاميركيين لم يفهموا الى اي حد يعتبر هذا الموضوع مهما بالنسبة الى الراي العام الشعبي في اوروبا".

ويتردد ان بعض المسؤولين الاميركيين يسخرون من الطابع المسرحي لردود الفعل الاوروبية على مسألة التنصت, مذكرين بان الكثير من الحكومات الاوروبية, التي تعبر عن استهجانها اليوم, تشارك هي ايضا في عمليات تجسس, مع العلم ان التنصت الاميركي اتاح كشف العديد من الاعتداءات في اوروبا قبل ارتكابها.

الا ان خبراء اميركيين يعتبرون ان هذا الجدل يمكن ان تكون له تداعيات على المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة, على سبيل المثال. وطالب القادة الاوروبيون الجمعة واشنطن بالالتزام ب"مدونة سلوك" في مجال التجسس.

وحتى الان اكتفت الادارة الاميركية بتكليف مسؤولين من الدرجة الثانية الرد على المخاوف الاوروبية. وقال جوش ايرنست المتحدث باسم البيت الابيض الجمعة "لقد تحركنا عبر الطرق الدبلوماسية الاعتيادية لتهدئة بعض التوترات".

واختارت المسؤولة عن مكافحة الارهاب ليزا موناكو, صفحات صحيفة "يو اس ايه توداي" للرد على المخاوف من عملية التنصت, الامر الذي لم يرق كثيرا للدول المعنية.

كما ان رد البيت الابيض على الاتهامات بالتنصت على هاتف انغيلا ميركل لم يكن بناء على الاطلاق. واكتفى المتحدث باسم البيت الابيض الاربعاء الماضي بالقول ان "الولايات المتحدة لا تتنصت ولن تتنصت على اتصالات المستشارة" ليوحي ضمنا بان التنصت كان يجري في السابق, الامر الذي رفضت الادارة الاميركية تأكيده او نفيه.

والاهتزاز في علاقات الادارة الاميركية لم يقتصر على الدول الاوروبية بل شمل ايضا دولا اخرى لاسباب مختلفة. ففي الشرق الاوسط عبر الحليف السعودي بشكل غير مباشر عن امتعاضه الشديد من التغيير في لهجة واشنطن مع طهران ومن التراجع عن توجيه ضربة عسكرية الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد, فقرر عدم شغر منصب المملكة في مجلس الامن.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن رئيس الاستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان قوله امام دبلوماسيين اوروبيين "انها رسالة الى الولايات المتحدة وليست الى الامم المتحدة".

وفي اسرائيل ايضا لم يجد التقارب الاميركي الايراني اي تفهم, كما ان قيام الرئيس اوباما بالغاء جولته الاسيوية بسبب مشاكل الموازنة لم يساهم في حل العديد من المشاكل العالقة بين الطرفين.

وادى تراكم هذه العثرات الى ضرب انجازات الادارة الديموقراطية في البيت الابيض في مجال العلاقات الخارجية. واثر انتخابه بعد حكم دام ثماني سنوات لجورج بوش كان الرئيس اوباما يفتخر دائما بانه اعاد الوهج الى صورة الولايات المتحدة في الخارج.

وكان اوباما قال في مطلع العام 2011 في خطابه التقليدي حول وضع الاتحاد ان "الزعامة الاميركية تجددت وسمعة الولايات المتحدة تحسنت". الا ان هذه المقولة باتت اليوم مثار جدل ونقاش وخلاف

شارك المقال

شارك برأيك
التالي