و يشبه الدولة العميقة بالوحش الأسطوري، «الذي كلما قطعت له رأسا نبتت له رؤوس», ويعتبر أن حكومة بنكيران الثانية ليست خروجا من الأزمة، بل تأجيلا لها، فالأزمة قد تعود مع مباشرة الأصلاحات الحقيقية
ويضيف المرابط في حوار مطول في عدد اليوم من جريدة (اخبار اليوم) ان المغرب لم يكن مهددا في استقراره مثلما هو الوضع في الدول اخرى، لاعتبارات كثيرة جدا، منها الخصوصية التاريخية للمغرب التي تجعله في منأى عن تقلبات المنطقة، وأيضا بحكم عراقة نظام الحكم فيه وقدرته إلى حد ما على جس نبض حركة المجتمع، وبالتالي قدرته على التوقع والاستباق. ويضيف المرابط: ( البعض يتحدث عن خصوصية مغربية، لكنها هذه مقولة نسبية وملغّمة وقد تُخفي أكثر مما تُظهر، فإن كان هناك من خصوصية فعلا فهي في الحقل السياسي المغربي).
وبخصوص الإعلان عن حكومة ثانية بقيادة حزب العدالة والتنمية، يقول المرابط انها ليست خروجا من الأزمة وإنما هروبا منها أو تأجيلا لها. ويضيف: (لا شك أن هذا الإعلان قد يوفّر نوعا من الاستقرار، لكنه استقرار مرهون بإرادة النخب في مباشرة إصلاحات حقيقية وعميقة. لا يجب أن نحسب أن الاستقرار هو الانحناء للعاصفة أو اجتياز منطقة الإعصار فقط، فمناطق الإعصار متعددة وأسباب اندلاع العواصف كثيرة وقائمة. علينا أن نعترف بأن المطالب حقيقية والأزمة عميقة، ولابد أن تكون هناك إرادة سياسية لمواجهة ذلك والتعاطي مع أسباب الأزمة وليس مع تجلياتها، حتى لا يكون ما حدث هو مجرد إجراء للتنفيس فقط).
ويذكر المرابط بأن وصول العدالة والتنمية إلى تدبير الشأن العام جاء بفضل الحراك الاجتماعي، وعليه، (فلا ينبغي أن يأتي هذا الوصول على حساب رهانات المجتمع وطموحاته، بل عليه أن يبقى وفيا لذلك).