هل تتحوّل المواجهة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر إلى حرب عسكرية؟

02 نوفمبر 2013 - 20:45

تصعيد سياسي ودبلوماسي في أعلى مستويات القرار بين المغرب والجزائر، أسفر حتى الآن  عن سحب السفير المغربي من الجزائر عبد الله بلقزيز  وانطلاق حملات إعلامية قوية ، تذكّر بفترات الحروب التي عاشها البلدين في الستينات مباشرة او بشكل غير مباشر في السبعينات والثمانينات .

وفي الوقت الذي تؤكد فيه جميع الكتابات والتقارير الدولية، إمساك جنرالات الجيش الجزائري بمقاليد الحكم والسلطة، هل يمكن أن تتحوّل الاصطدامات الكلامية والسياسية والدبلوماسية، إلى حرب عسكرية مباشرة بين جارين سبق لهما رفع السلاح في وجه بعضهما البعض سنوات قليلة بعد استقلالهما، ويخوضان منذ أربعين سنة حربا غير مباشرة فوق رمال الصحراء؟

الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، عبد الرحمان مكاوي، قال إنه ورغم صفقات التسلح المتوالية والتشنج  والتوتر الدائمين في العلاقات، "إلا أن قنوات الاتصال موجودة بشكل مباشر وغير مباشر بين البلدين، والصراع مراقب من طرف القوى الكبرى في العالم، وهي لا يمكن أن تسمح باي انفلات لدرجة حدوث مواجهة عسكرية مباشرة".

مكاوي أوضح أن الصراع التاريخي بين البلدين، يتمظهر بين الفينة والأخرى في تأجيج التوتر وارتفاع درجة المواجهة السياسية، "وقد تحدث مناوشات عسكرية في لحظة من اللحظات، لكن القوى الدولية لن تسمح بحدوث حرب مفتوحة بين البلدين". وعن طبيعة المناوشات التي يمكن أن تقع، قال مكاوي إن الشهرين الماضيين فقط عرفا بوادر حدوثها، "حين كثّفت القوات الجزائرية من تحركاتها على الحدود وإطلاقها الكثيف للنيران ضد كل الأهداف التي تخترقها، لكنها وجدت قوات محترفة ومنضبطة  في الجانب المغربي".

تقارير دولية متواترة، آخرها تقرير المعهد الأمريكي "للدفاع الاستراتيجي والاستعلام، باتت تصنّف الجيش الجزائري في صدارة جيوش المنطقة العربية والإفريقية، حيث قال تقرير المعهد الأمريكي إن الميزانية المرصودة للقوات العسكرية الجزائرية، باتت تتفوّق على نظيرتها المصرية المعروفة بضخامتها، فيما يأتي المغرب ثالثا خلف البلدين.

معطيات يقلّل الخبير المغربي عبد الرحمان مكاوي من أهميتها، معتبرا أن بعض التقارير تصدر عن مراكز خاضعة للوبيات تستفيد من التمويل الجزائري، وأن الجزائر ورغم ضخامة إمكاناتها المالية، تواجه إشكالات أمنية وعسكرية معقدة منذ مدة داخليا حتى ، "ذلك أن حدودها شاسعة ولم تتمكن بعد من السيطرة عليها، كما أن الجيش الجزائري لم يكمل تحوّله من جيش شعبي إلى جيش نظامي محترف، والقوة العسكرية اليوم ليست هي العتاد فقط، بل هي أيضا التحكم في المعلومة والتوفر على الجندي المكون المحترف". فكرة يؤكدها التقرير الأمريكي الأخير، حيث جاء المغرب متقدما على الجيش الجزائري من حيث الاحترافية والكفاءة، محتلا المرتبة 38 عالميا، مقابل ترتيب الجزائر في الصف 40.

 

 

شارك المقال

شارك برأيك
التالي