وكشفت مصادر مطلعة في هذا السياق أن المنظمة التي تعوض "أطباء بلا حدود"، تدعى "أطباء العالم"، تتوفر على عدة فروع في العالم، ولها مشاريع طبية في "الكونغو" و"مالي" و"هاييتي" بالإضافة إلى تونس التي دخلتها منذ أشهر فقط.
مصادر "اليوم24" كشفت بأن فرع المنظمة ببلجيكا وهو الفرع المركزي انتدب منسقا (Alain le garnec) لمشروع المغرب، وكشفت المصادر ذاتها أن المنسق المذكور عقد لقاءات مع مسؤولين في وزارة الداخلية والصحة والأسرة والتضامن ل"بحث سبل التعاون"، وإنجاح المشروع الذي تنوي المنظمة تنفيذه في المغرب لفائدة المهاجرين الأفارقة غير النظاميين.
كما أن المنسق ذاته زار عدة منظمات حقوقية على المستوى المركزي على رأسها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، للاطلاع عن وضعية المهاجرين والحصول على المعطيات الميدانية، التي تتوفر عليها تلك المنظمات، غير أن أهم مرحلة قبل أن تشرع المنظمة في عملها تقول المصادر ذاتها هي القيام بزيارة ميدانية لمخيمات المهاجرين بغابة "المساكين" بوجدة، وعلى مستوى المنطقة القريبة من الشريط الحدودي (كالا)، لتحديد الحاجيات الطبية التي يمكن للمنظمة جلبها كآليات ومعدات أولية ستطلق بها عملها.
وبالإضافة إلى المنسق البلجيكي الجنسية، فان فريق المنظمة سيتراوح عدده وفق المصادر ذاتها ما بين 5 و 7 أفراد سيحسم في العدد النهائي بعد التقرير الذي سيضعه المنسق حول الحاجيات بناء على اللقاءات والزيارة الميدانية.
مصادر مقربة من منسق المنظمة كشف أنه على العموم لاقى تجاوبا من قبل المسؤولين على المستوى المركزي، غير أن الكاتب العام لوزارة الصحة كان أكثر تفهما وتحمسا لمشروع المنظمة تقول نفس المصادر، قبل أن تؤكد بأن المنظمة الجديدة هي مختلفة نوعا ما في عملها "فإذا كانت أطباء بلا حدود متحفظة في التعاون مع بعض المنظمات والجهات الرسمية، إلا أن أطباء العالم على العكس من ذلك ستوجه مراسلة على مستوى مدينة وجدة لكل الفعاليات المهتمة بالهجرة قصد مساعدة وإشراكها لإنجاح برنامجها على مستوى المدينة".
ويرتكز مشروع "أطباء العالم" بالخصوص على تقديم الخدمات الطبية والمساعدة الصحية لفائدة المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، هذه الخدمات التي ستكون ميدانية مع مصاحبة الحالات التي تحتاج إلى مصاحبة إلى المستشفيات العمومية.
تجدر الإشارة إلى أن الفراغ الذي كانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد تركته في المدينة انعكس بشكل سلبي على الحالة الصحية للعديد من المهاجرين، خاصة الذين كانوا يعانون من أمراض مزمنة، ولم ينفعهم في الاستفادة من الخدمات الطبية في بعض الأحيان سوى بعض الحقوقيين الذي عاينت "أخبار اليوم" أكثر من تدخل لهم على هذا المستوى، كما أن المنظمة قبل مغادرتها للمغرب أصدرت تقريرا، قويا حول معاملة المهاجرين من قبل السلطات المغربية التي اتسمت ب"القسوة".