ملفات ثقيلة على مكتب خليفة الفهري.. أولها البحث عن قائد للمنتخب

07 نوفمبر 2013 - 23:02

 والحال أنه عكس ذلك تماما، إذ هو منصب «تكليفي» غاية في الصعوبة، يجعله كذلك كونه يضع صاحبه إزاء ملفات ثقيلة للغاية، فضلا عن المتابعة المكثفة من قبل رأي عام كروي «لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها».

فأول شيء ينتظر الرئيس الجديد، خليفة علي الفاسي الفهري، ليس فقط البحث عن مدرب يقود أسود الأطلس، وإعداد منتخب قوي، وبطولة مثيرة، بل أولا وقبل كل شيء وضع الهياكل السليمة والواضحة، والمتوافق بشأنها، للجامعة، وإحداث إدارة تقنية قوية، والبحث في الوقت نفسه عن موارد مالية ضخمة، وتوزيع العوائد بشكل يرضي كل الأطراف، سواء التي توجد في الدرجتين الأولى أو الثانية أو قسم الهواة، وفتح الحوار المستمر مع الفاعلين في الجهات، والنزول إلى أرض الواقع، عوض البقاء في المكتب المكيف في حي الرياض، وأشياء أخرى كثيرة، منها البحث عن موطئ قدم للكرة المغربية في كل من الاتحاد الإفريقي، والاتحاد العربي، وبطبيعة الحال في الاتحاد الدولي.

المسألة ليست بسيطة مثلما يعتقد البعض، سيما أن كل هذا، وإن لم يدرك جميعه، ينبغي أن يحدث في ظرفية لا تتعدى أربع سنوات، وفي أقصى الحالات في ثمان سنوات، على اعتبار أن أي رئيس، من الآن فصاعدا، لن يكون من حقه أن يقضي أكثر من ولايتين في رئاسة الجامعة، اللهم إذا أراد الناخبون، بفعل فاعل، الاحتفاظ بالسيد الرئيس، بداعي أنه «لا مثيل له في الكون»، و»الكرة المغربية ستفتقد فيه الرئيس الفذ»، وما إلى ذلك مما يخرج الديمقراطية من طبيعتها، ويجعلها مجرد آلية، «والصح هو الرئيس، ولا شيء غير السيد الرئيس»، بحيث يصبح تحقيق الأهداف التي تحمل الرجل من أجلها عبء «التكليف» أمرا هامشيا، والهدف الأول والأخير هو بقاء سيادته محل «تشريف».

الكرة المغربية أمامها مستقبل واعد إن هي عرفت كيف تسوق نفسها، لتربح الكثير ماديا، مما قد يعود عليها بالنفع، ويخرجها بشكل نهائي من الهواية إلى الاحتراف، غير أن هذا لا يمكن تحقيقه في ظل رغبة «شخصية» في الرئاسة، بل بإرادة جماعية في التقدم، وهي الإرادة التي افتقدتها كرتنا إلى اليوم، وكانت النتائج كما ترون جميعا، بطولة لا هي هاوية ولا هي محترفة، ومنتخب بدون روح، وجمهور أغلب الأحيان غائب، وعصب لا تظهر إلا في الجموع العامة، وأقسام سفلى لا يعلم حالها إلا الله.

«باقي شي واحد باغي الرئاسة؟»

شارك المقال

شارك برأيك
التالي