كيف كان شعورك بالتتويج الذي حظيت به خلال فعاليات مهرجان أكادير للسينما والهجرة في دورته الأخيرة؟
كانت بطبيعة الحال لحظات سعيدة جدا، شعرت فيها بفرحة شديدة، خصوصا أنه أول مهرجان يشهد النسخة المكتملة والمنقحة من الفيلم، حيث سبق لي أن قدمته في مهرجان تطوان، ولكن لم تكن نسخة نهائية، لذلك، فقد كنت سعيدا جدا بالردود الإيجابية للجمهور وتفاعله مع مختلف مشاهده الفيلم، إذ كانوا يبكون تارة ويضحكون تارة أخرى. بالنسبة إلى شعوري بتتويجي أظن أنه أمر مهم للغاية، خصوصا بعد 28 عاما من العمل في الميدان الفني كممثل وكمخرج أفلام قصيرة، وقد كان هذا التتويج ردا على مجموعة من التساؤلات التي كنت أطرحها على نفسي من قبيل هل أنا الممثل المناسب لذلك الدور. التتويج أيضا أعتبره هدية لوالدتي لأن فيلم «يما» عملته لتكريم الوالدة بالرغم من أنه لا يحكي قصتها.
هل من السهل على الممثل أن يدير نفسه كمخرج؟
ليس سهلا، بالنسبة إلى فيلم «يما»، إذ قمت بدور المنتج والمخرج والممثل وأيضا السيناريست إلى جانب هشام العسري، وبطبيعة الحال، القيام بكل هذه الأدوار ليس سهلا، ولكن الاستعداد النفسي والمادي للعمل والذي دام سنوات أسهم في تمكني من كل تلك الأدوار إلى جانب أنني كنت محاطا بأشخاص أثق فيهم وفي إمكانياتهم الكبيرة.
ما دور المرأة في ما وصلت إليه اليوم، بدءا بالأم ووصولا إلى الزوجة؟
المرأة هي عنصر أساسي في المجتمع وليس في حياتي أنا فقط، بل أعتقد أنه لولا المرأة بدءا بأمي وصولا إلى زوجتي ما كنت لأصل إلى ما أنا عليه اليوم؛ المجتمع لا يتقدم بالرجل، ولكنه يتقدم ويتطور بالمرأة، فالمجتمعات التي تعاني فيها المرأة من الظلم والحيف والحرمان من حقوقها لا تتقدم لأن المرأة تلعب دورا سحريا في التأثير على المجتمع ككل. وشخصيا لطالما كنت أؤكد على هذه الفكرة من خلال أفلامي القصيرة التي كانت المرأة محورها الرئيسي والشيء نفسه بالنسبة إلى الفيلم الطويل «يما».
رأيناك مقدم برامج وممثل ومخرج، أي من هذه الأدوار تجد فيها نفسك أكثر؟
أنا أجد نفسي في كل عمل أتقاسم من خلاله مشاعر صادقة مع الناس، إذ في رأيي جميع تلك الأدوار تصب في الواد نفسه، فإن اختلفت الوسيلة فالهدف واحد، وكما أسلفت، صدق المشاعر هو الأساس في كل شيء.
ماذا عن مكانة العمل الخيري في حياتك؟
العمل الخيري هو الأوكسجين الذي أتنفسه، إذ لا يمكن للإنسان أن يعيش على الأخذ دون العطاء. وبالنسبة إلي، المجتمع يحتاج في المجال الخيري إلى المصداقية، وكفنانين فقد كسبنا ما يكفي من المصداقية التي يمكننا توظيفها في عمل الخير. وجودي إلى جانب الناس المحتاجين أو المرضى يشعرني بسعادة غامرة خصوصا حين أحكي لهم عن معاناتي الشخصية حين أصبت بالشلل وبقيت قعيد الفراش لسنوات، فمن خلال تجربة شخصية أحاول أن أوصل للمرضى وخاصة الأطفال منهم فكرة مفادها أن الحياة تستمر وأننا لا ندري ما قد تخبئه لنا من أشياء جميلة.