فقد كان اسم الرجل على اللسان، ومؤهلاته العلمية ورصيده الفكري على الطاولة. وعلى الرغم من أن البعض بدأ يشير بريبة إلى علاقته الحديثة بالحزب، فإن الكلمة النهائية كانت الإجماع حول اسم حداد داخل حزب ظل يعاني قلة الأطر والكفاءات.
لم يكن حداد أمازيغيا، وعلى الرغم من ذلك تعاظمت مكانته داخل حزب ظل خلال الفترات السابقة متعصبا للفكر الأمازيغي. ينحدر لحسن حداد من منطقة أبي الجعد، ترعرع هناك وسط أسرة متوسطة، فالأب كان فلاحا، وعاش أبناؤه إلى جانبه حياة البدو. وكان لحسن حداد يساعد والده في حرث الأرض. يقول: «كنت أساعده في الحرث وكنت أنا كونطابل العائلة، حيث أحسب دائما نقوده وأجمعها، وفي لحظات الفراغ كنا نذهب معا، أنا ووالدي للصيد ونركب الخيل، ونذهب إلى الأسواق». ويضيف: «كنا نعيش حياة بدوية بسيطة وكنا فرحين بذلك، وحتى عندما سافرت للتدريس في أمريكا كنت أحضر الطلبة الأمريكيين إلى قريتنا ليكتشفوا سحرها ويتعرفوا على نمط عيش ناس البادية».
منذ صغره برز تفوقه التعليمي، لم يلج حداد قط مدرسة خصوصية، حيث قضى مختلف مراحل تعليمه في مدارس الدولة، يقول: «كنت من القرايا الكبار، حيث كنت أنجح دائما بميزة». وبقي في مسيرة التفوق الدراسي إلى أن حصل على ثلاث إجازات، واحدة في الحقوق والثانية في الأدب الإنجليزي، والثالثة في الاقتصاد، فماستر في الدراسات الأنجلو-أمريكية، وآخر في تدبير المقاولات، ثم دكتوراه مرتين، الأولى في العلوم الاجتماعية بالمغرب، والأخرى بجامعة إنديانا بأمريكا.
بحكم أنه ابن قرية صغيرة، اضطر لحسن حداد إلى السفر إلى مدينة فاس لإتمام دراسته الجامعية، وهناك عاش في الحي الجامعي ظهر المهراز. يقول: «كان الحي الجامعي مدرسة أخرى لي، وبلغت فيه مستوى النضج السياسي والثقافي».
في سن 17 سمو، انضم لحسن حداد، الذي كان متشبعا بفكر اليسار، إلى حزب الاتحاد الاشتراكي، ثم سرعان ما غادره في سن 19 سنة ليصير من القاعديين المتشددين، لكن هذا الوضع لن يدوم طويلا، فسرعان ما سيقاطع السياسة بشكل نهائي، ويكرس جهوده للتحصيل العلمي الذي بدأ فيه متفوقا وانتهى كذلك.
كان حداد من مؤسسي جامعة الأخوين ودرس بها لثلاث سنوات كرئيس لشعبة التواصل من سنة 1994 إلى 1997. وخلال الفترة ما بين 1998 و2000 كان من مؤسسي مدرسة تدبير المقاولات «هايطيك».
ابتداء من سنة 2000 سيختار لحسن حداد مسارين لحياته، الأول يتعلق بالتدريس في المغرب وأمريكا، والثاني هو تلقن خبرة على المستوى الدولي، حيث ربط علاقات مع مؤسسات دولية كبرى، وزار 50 دولة من كل الأقطار لإنجاز تقارير عن التنمية في هذه البلدان.
أول وظيفة رسمية حصل عليها حداد كانت التدريس بالجامعة، وكان أول شخص يدرس في الجامعة وعمره لم يتعد 24 عاما، حيث حصل على الماستر ومباشرة شرع في التدريس الجامعي. وفي سنة 1989 رحل إلى أمريكا، حيث صار يدرس في جامعة إنديانا. وهناك كان يدرس السينما.
غير أن الالتحاق بسوق الشغل كان مبكرا في حياة لحسن حداد، فقد كان يشتغل لدى والده وبمقابل. يقول: «كنت أحرث الأرض مقابل عشرة دراهم في اليوم». كما أنه اشتغل في أفرنة «الجير» بأبي الجعد رفقة ثلة من أصدقائه.. «كنا نشتغل من السادسة صباحا في أفرنة الجير، وكنا نصنع الكوشة حتى نحصل على مصروف يمكننا من الذهاب إلى السينما وشراء طبق المعقودة».
كان التحصيل العلمي كل اهتمامات لحسن حداد الذي قاطع السياسة في العشرينات من عمره، كان يساريا في البداية، غير أن التجارب والاحتكاك العلمي جعله يغير قناعاته ويميل شيئا فشيئا إلى الوسط. وهنا بدأ يقترب من حزب الحركة الشعبية، الذي انضم إليه فيما بعد. في سنة 2011، سيترشح حداد للانتخابات التشريعية في دائرة الموت بأبي الجعد، وهي أول تجربة انتخابية له. الكثيرون حذروه ودعوه إلى التراجع بحكم قلة خبرته في العمل الانتخابي، وأيضا لشراسة منافسيه في الدائرة المختارة، لكنه بقي مصمما وتمكن من الفوز، وصار برلمانيا عن منطقته لمدة 39 يوما فقط، حيث تم تعيينه وزيرا للسياحة في أول حكومة للإسلاميين بالبلاد.