الخلفي.. من المجلة الحائطية إلى كرسي الوزارة

15 نوفمبر 2013 - 01:05

قبل الإعلان عن النسخة الثانية من حكومة بنكيران، كان مصطفى الخلفي، وزير الاتصال

مصطفى الخلفي من مواليد مدينة القنيطرة سنة 1973، درس بمدرسة التقدم الوطنية ثم بثانوية محمد الخامس بالقنيطرة، وأيضا بثانوية عبد المالك السعدي. عرف منذ صغره بتفوقه الدراسي والعلمي وشغفه بالقراءة. أصدر أول مجلة حائطية وهو تلميذ بثانوية التقدم سنة 1986، وأصدر أيضا أول مقال له بجريدة الإصلاح التي كان يديرها عبد الإله بنكيران في سنة 1989.

كان مصطفى الخلفي الابن الذكر الوحيد وسط شقيقاته، من أب يعمل بالقطاع الخاص، وأم موظفة اشتغلت في البداية في وزارة الأنباء، قبل أن تستقر بعمالة القنيطرة. المقربون منه يؤكدون أن والدته كان لها تأثير كبير في حياته، حيث كانت تدعمه باستمرار، بحكم أنه الابن الوحيد وسط شقيقاته، كما كانت تشجعه على الدراسة. والشيء نفسه بالنسبة لوالده الذي كان مولعا باللغة الإنجليزية، وحفز ابنه على تعلمها ودراستها.

الوسط العائلي لمصطفى الخلفي كان ميسورا بعض الشيء، وكان الأب سيدخل عالم المقاولات والبناء، رفقة الملياردير ميلود الشعبي في فترة الخمسينات، حيث كانت تجمعهما علاقة وطيدة وطيبة، لكن علاقة والد الخلفي والشعبي لم تصل إلى مستوى التعامل الاقتصادي، بل بقيت علاقة صداقة فقط. 

تمكن مصطفى الخلفي من تنويع دراساته الجامعية، حيث حاز الباكالوريا في العلوم الرياضية سنة 1991، ثم الإجازة تخصص فيزياء سنة 1995 من جامعة ابن طفيل بكلية العلوم بالقنيطرة. وحصل أيضا على الباكالوريا في الآداب سنة 1997، ثم الإجازة في تخصص الدراسات الإسلامية سنة 2000 من جامعة ابن طفيل. كما حصل على باكالوريا في العلوم التجريبية سنة 1993، وإجازة في العلوم السياسية من جامعة محمد الخامس أكدال ببحث في موضوع: «العلاقات المغربية الفرنسية بعد صعود جاك شيراك إلى الرئاسة» بجامعة محمد الخامس أكدال بالرباط سنة 1997، كما نال شهادة الدراسات العليا المعمقة في التخصص نفسه ببحث في موضوع: «المشروع السياسي للحركة الإسلامية بالمغرب»، وهو يعد أطروحة دكتوراه في موضوع: «المقاربات الأنجلو-أمريكية للحركات الإسلامية في المغرب» بجامعة محمد الخامس أكدال بالرباط.

كان الخلفي نشيطا بالحركة التلاميذية والطلابية المغربية، وقد كان رئيسا سابقا لمنظمة التجديد الطلابي سنة 2004؛ وكاتبا عاما سابقا بفرع كلية العلوم للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، جامعة ابن طفيل. وهو باحث في مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية منذ سنة 1998؛ وعضو المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للعلوم السياسية لسنة 2006؛ ومؤسس ومدير المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة بالمغرب سنة 2009.

المقربون من الخلفي يؤكدون أن المراحل الأولى من حياته تميزت بدعم والدته التي أثرت فيه كثيرا، وكان الشخص الآخر الذي وضع بصمته على حياة الخلفي وأثر فيه بالدرجة الثانية هو عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. 

فخلال فترة الدراسة الجامعية، تمكن الخلفي من التدرج ضمن الهيئة القيادية للقطاع الطلابي، ومن هنا بدأت علاقته تتوطد ببنكيران الذي دعمه بقوة إلى أن زكاه وزيرا في حكومته. 

قرب الخلفي من بنكيران سيجعله كاتبا له، يدون أفكاره، ومن بينها ما كُتب في أسبوعية الصحيفة سنة 2001، والذي تناول بالنقد عبد الكريم الخطيب، وحزب العدالة والتنمية، معتبرا إياه حزبا بدون خط سياسي، وكان الخلفي كاتب المقالة على لسان بنكيران. ومنذ ذلك الحين، بدأت العلاقة تتقوى بشكل كبير، ومن أجل ذلك أخذ بنكيران على عاتقه مهمة دعم الخلفي في مختلف مسارات حياته، كما أنه خاض من أجله صراعا كبيرا من أجل ضمان استوزاره، الذي تم في آخر لحظة. ومقابل ذلك، بقي الخلفي الابن البار لبنكيران، على الرغم من عصبية الأخير التي تجعل الكثيرين لا يتحملونه. وحتى بنكيران يشهد بذلك، ويعتبر أن الخلفي هو «الوحيد الذي بقي يسمع كلامه»، وأكد ذلك خلال أشغال أول مجلس وطني للحزب بعد تشكيل الحكومة في نسختها الأولى، حيث حضر الخلفي متأخرا إلى القاعة بينما كان بنكيران على المنصة، والكل انتبه ساعتها إلى «أوامر» بنكيران للخلفي بـ«الوقوف والجلوس»، فيما انصاع الخلفي ونفذ بدون أن ينبس بكلمة. 

 

شارك المقال

شارك برأيك
التالي