هذا الدخول لمفكرين جعل جريدة التجديد تخصص افتتاحيتها لعدد اليوم لتوجه رسائل قوية لنور الدين عيوش، صاحب المذكرة المثيرة للجدل، بقلم بلال التليدي، الذي قال في افتتاحيته أن الجدل ليس محصورا بين أنصار دعوة التعليم بالدارجة والإسلاميين، لكونها "معركة بين مختلف القوى الديمقراطية والإسلامية وبين أنصار هذه الدعوة، أو هي للدقة معركة بين أنصار الدستور والذين يريدون الانقلاب عليه."
ووجهت الجريدة انتقادات لاذعة لعيوش ومناصري دعوته، مفادها أن "الذين يلعبون بورقة الدارجة لا يدركون أبعاد وتداعيات ما يقومون به،" مضيفة أن أنهم "لا يمتلكون الحد الأدنى من التفكير العميق في استحقاقات دعوتهم وآثارها القريبة والبعيدة.
الافتتاحية نوهت بمواقف المفكرين الذين خرجوا لمناهضة دعوى التعليم بالعامية، وهما عبد القادر الفاسي الفهري الذي أجرى حوارا مع جريدة الاتحاد الاشتراكي، وعبد الله العروي الذي خرج من "مقبعه" ليجري حوارا مطولا مع الاحداث المغربية، لينتقدا هذه الدعوة وينبها لمخاطرها. كما لم يفت الافتتاحية التنويه بملف أنجزته حول نفس الموضوع جريدة العلم لسان حزب الاستقلال. في إشارة إلى كون حضور هذا الموضوع بقوة في الجرائد الحزبية والوطنية هو أن هناك إجماعا في البلد حول كون اللغة العربية اللغة الرسمية، وأنه "لا يمكن بأي حال الانقلاب على الدستور في هذه القضية "على حد تعبير عبد القادر الفاسي الفهري.
وخلص التليدي إلى أن حماية اللغة العربية وإعادة الاعتبار لها هو استحقاق دستوري، وأن ما يخالف ذلك هو بمثابة "الاستدراك غير الشرعي على الدستور"، مشيرا في المقال إلى أن البحث عن سياسة لغوية منسجمة وحماية التعبيرات اللغوية والثقافية المغربية هي قضايا وضع الدستور آليات تدبيرها، وأن الخلط بين القضيتين لن يتسبب إلا في زيادة اللغط وفي "تناسل حرب الافتئات على النص الدستوري."