مجاهد: يتم التعامل مع الصحافية كما لو كانت «مباحة»

25 نوفمبر 2013 - 12:16

هل تتوصلون في النقابة بشكايات من صحافيات يتعرضن للتحرش في فضاء اشتغالهن أو أثناء أداء مهامهن؟

نعم نتوصل بشكايات كثيرة، ومن مختلف القطاعات الصحافية والإعلامية، والأمر يتعلق بصحافيات، أغلبهن شابات، ويتعرضن للتحرش الجنسي، من قبل المسؤولين، على اختلاف المستويات، ففي بعض الأحيان، يكون المتحرش المدير نفسه، وفي أحيان أخرى رئيس التحرير أو مسؤولا معينا. ولم نتوصل أبدا بشكايات لتحرش جنسي تعرضت له الصحافيات من طرف زملاء لهن. كما توصلنا بشكايات من صحافيات تعرضن للتحرش من طرف مسؤولين رسميين، أثناء إجراء استجواب مثلا، ومن أشخاص آخرين، يتعاملون مع الصحافية، التي تتصل بهم أو تلتقيهم، في إطار العمل، كما لو كانت «مباحة».

 

كيف تتعاطون مع هذه الشكايات؟ وهل يتم فتح تحقيق في شأنها؟

أولا، نناقش الموضوع بعمق مع الزميلات، اللواتي يكنن في الكثير من الأحيان، في حالة نفسية تكاد تقارب الانهيار أو الاكتئاب، ويكن في حاجة إلى مساندة معنوية، لأنهن يتعرضن لشتى أشكال المضايقات، بدءا من العروض الواضحة والمفضوحة، إلى الضغط المادي والمهني، إلى التضييق في العمل، وغير ذلك من سوء المعاملة، حتى يرضخن لنزوات المتحرش، الذي يستغل سلطته في العمل. وفي الكثير من الأحيان ننجح في مساعدة الصحافية على تجاوز الظروف النفسية الصعبة، ونعبر لها عن استعدادنا لدعمها، كما نحلل الآليات التي تستعمل ضدها، وكيفية مواجهتها، وهذا ما ساعد الكثيرات على تجاوز المحنة، لأن هناك من الصحافيات من يفضلن فقدان الشغل، وهو ما نرفضه، ونقدم بدائل من أجل الصمود، كما نحاول أن نبلغ رسالة إلى المسؤول المتحرش، بطرق شتى، وذلك حسب استعداد الصحافية، ليقف عند حده.

 

هل هناك حالات وصلت إلى القضاء؟

كما هو واضح من الجواب، الذي سبق أن أدليت به، فإننا لم نعرف حالة وصلت إلى القضاء، لأن المسألة معقدة وصعبة، فأول سؤال نطرحه على الصحافية هو: هل لديها حجج أو شهود؟ وهذا ليس سهلا الحصول عليه، لأن التحرش يتم في سرية تامة، والزميلات والزملاء يتخوفون من الإدلاء بشهادات، لذلك نحن لا يمكننا توجيه التهمة، بشكل واضح، إلى مسؤول، هذا بالإضافة إلى الموانع والمحرمات الاجتماعية، التي تعرقل اللجوء إلى القضاء أو الفضح. فالصحافية تخاف كذلك على سمعتها، خاصة أن الحصول على إثباتات وحجج مادية ليس بالأمر السهل. ما قمنا به هو دورات تكوينية في هذا الشأن، كذلك ندوات، ونهيئ حاليا دليلا لمواجهة التحرش ضد النساء الصحافيات، وما نتمناه هو أن تسود روح التضامن، خاصة لدى الصحافيين الرجال، للتصدي لمثل هذه الممارسات، ونعتقد أن ممارسة الحق النقابي، وتكوين لجان نقابية في المؤسسات، فاعلة وصامدة، ومساهمة الصحافيات فيها، سيساعد كثيرا على مواجهة هذه الآفة، التي، للأسف، مازالت موجودة في مؤسسات الصحافة والإعلام.

 

 حنان بكور وحليمة أبروك

 

شارك المقال

شارك برأيك
التالي