وككل نجمة صاعدة، كانت فاتن تحمل أحلاما وردية عن عالم الفن الذي دخلته في سن مبكرة، فقد كانت كلها إيمان بأن مفاتيح الشهرة والنجاح مختزلة في صوتها الذي شهد كبار المطربين والملحنين بعذوبته، قبل أن تصطدم بواقع مرير. تقول فاتن: «كان يمكن أن أحقق أكثر مما حققته طوال الإحدى عشرة سنة التي عشتها في حضن الفن، لكنني اخترت الطريق الطويل، وهو طريق الاستقامة في مجال كله ألغام».
من الغناء إلى التنشيط التلفزي، عاشت فاتن هلال بك تجارب مختلفة، وبعضها كان صادما. تقول: «قاومت كثيرا لأثبت نفسي وأبحث عن موطئ قدم في عالم الفن». وتضيف: «هناك دربان اثنان في عالم الفن، الدرب السهل الذي يسلكه الكثيرون وهو يضمن نتيجة سريعة، وهناك الدرب الصعب الذي اخترته وقاومت في ظله لسنوات حتى أضمن الوصول السليم»، قبل أن تردف: «كان الدرب الأول متاحا لي لكنه على حساب مبادئي لذلك رفضته».
بدأت فاتن هلال بك قصة الاحتراف في سنة مبكرة، كانت آمالها كبيرة في أن يحملها صوتها إلى درجات عليا من الشهرة، لكن هذا الحلم اصطدم بواقع مرير وحقائق صادمة منذ الوهلة الأولى. تقول: «التحرش الجنسي وارد مع الأسف أينما حلت المرأة وارتحلت، في الشارع، وفي المدرسة، وفي المكتب، إنها للأسف حقيقة مرة ومعاناة كبيرة تعيشها المرأة باستمرار». وبالنسبة إلى فاتن، فإن تفشي ظاهرة التحرش راجع إلى غياب الوازع الديني لدى المغاربة، الذين صاروا ينظرون إلى كل امرأة على أنها أداة جنس لا غير.
والميدان الفني، بالنسبة إليها أيضا، به مجموعة من العراقيل، ويعد التحرش الجنسي أحد هذه العراقيل. وتقول فاتن: «البعض يعتقد أن الفنانة امرأة سهلة المنال، وبالتالي يتجرؤون على التحرش بها، وأحيانا الضغط عليها وإخضاعها للمساومة، وهذا أمر مخزٍ فعلا».
«نعم تعرضت للتحرش»، تؤكد فاتن بكل جرأة، «لكنني أجبر دائما من يتحرش بي على احترامي، فأنا من يفرض هذا الاحترام، ولا أقبل أن أخضع للمساومة مهما كلفني الأمر، لذلك قلت في السابق إنني اخترت الدرب الصعب، فكانت النتيجة أن مسيرتي شاقة وتطلبت سنوات لتحقيق النجاح، في الوقت الذي نرى فيه فنانات أخريات يختصرن الطريق عبر سلك الدرب الأول». ولذلك، تقول «صرنا نرى مشاريع نجمات تحت الطلب، يصير لهن بين ليلة وضحاها اسم لامع، ويطرقن وباب النجومية عبر النافذة وليس الباب الرئيسي».
فاتن من الفنانات اللواتي تابعن تفاصيل مشروع قانون وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بسيمة حقاوي، والذي يجرم التحرش الجنسي. وتقول: «ضروري أن يعاقب المتحرشون بالنساء، وضروري أن تكون العقوبة أشد بالنسبة إلى المدراء والمسؤولين أو الذين يستغلون حاجة المرأة ويساومونها على النجاح بإرضاء رغباتهم». وختمت بالقول: «كفانا لعبا بأجساد النساء».
حنان بكور وحليمة أبروك