وانتهت الدراسة إلى أن أغلب الأشخاص الذين شملتهم الدراسة صاروا أطفال شوارع في فترة من فترات حياتهم، بعد أن أتوا إلى هذا العالم نتيجة علاقات جنسية غير شرعية أو تخلي الآباء عن الاعتراف بهم، أو نتيجة التشتت الأسري العائد إلى أسباب مختلفة.
الدراسة أشارت أيضا إلى ارتفاع نسبة الأمهات العازبات في المغرب خلال المدة نفسها، بسبب ارتفاع ظاهرة الاعتداءات الجنسية على النساء والفتيات. ومن نتائج هذه الاعتداءات سجلت الدراسة أيضا ارتفاع نسبة الفتيات بين أطفال الشوارع في المغرب، إذ انتقلت من 11 في المائة سنة 2009 إلى 27 في المائة سنة 2013، وهو ما يؤشر على استمرار ارتفاع أعداد أطفال الشوارع في السنوات المقبلة في المغرب، نظرا لإمكانية استمرار نسب الاعتداءات الجنسية على نساء وفتيات الشوارع، خصوصا في المدن الصغيرة والمتوسطة والمناطق النائية.
وفي موضوع ذي صلة، قدرت جمعية بيضاوية عدد أطفال الشوارع من محترفي التسول في العاصمة الاقتصادية بـ8 آلاف طفل، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول فعالية الاستراتيجيات الوطنية لمحاربة التسول التي أعدتها الجهات المسؤولة، ومنها وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية.
ولعل هاته الدراسة المشتركة بين المغرب وفرنسا ستجعل بسيمة الحقاوي، وزيرة التنمية الإجتماعية و التضامن و الأسرة، في ورطة حقيقية من أجل البحث عن سبل لتبرير هذا الازدياد المهول في عدد الأطفال المتشردين في المغرب.