الفيلم الذي بلغت مدته الزمنية حوالي ساعة ونصف٫ ينقلنا إلى عالم السياسة في إيطاليا من خلال نقد للطريقة التي تمارس بها السياسة في هذا البلد٫ حيث وجه المخرج نقدا قاسيا للاحزاب الايطالية٫ والتي قدمها في صورة الهيئات السياسية٫ التي تهدف إلى الحصول على المناصب دون أن تهتم حقيقة بواقع المواطنين.
يحكي الفيلم قصة انريكو وليفيري٫ احد زعماء الاحزاب اليسارية المعارضة٫ والذي يعاني من انخفاض شعبيته٫ فيقرر الاختفاء من أجل ترتيب أوراقه ٫ وامام عدم قدرة اعضاء الحزب على تبيرير غياب زعيمهم٫ لم يجدوا أمامهم إلا الإستعانة بأخيه التوأم٫ الخارج للتو من مصحة نفسية٫ هذا الاخير والذي قطع كل علاقة مع شقيقه منذ ربع قرن٫ سيتقمص شخصية الزعيم الحزبي٫ لكن سيقدمها حسب قناعاته٫ حيث بدأ في فضح ألاعيب السياسيين ومخاطرتهم بحياة المواطنين٫ حيث يؤكد بأن السياسة لا يمكن أن تمارس بعيدا عن الأخلاق٫ هذا الخطاب غير المآلوف٫ سيحقق نجاحا بين الجمهور٫ مما سيساعد في استعادة الحزب لشعبيته
الفيلم بالإضافةإللى تسليطه الضوء علي عالم السياسة٫ فإنه يقدم تقابلا بينها وبين عالم السينما٫ حيث نستنتج أن السياسة ليست إلا نسخة سيئة من السينما٫ وهو ما يستشف من الصرخة التي قدمها المخرج علي لسان العبقري الإيطالي المخرج فريديريكو فيليني
وبالرغم من ان المخرج قدم حكاية سياسية على المستوى الأول فإنه على المستوي الثاني يتجاوز الفيلم تقديم موضوع سياسي٫ ليقدم صورة النفس البشرية٫ والتي تحمل في طياتها شخصيات متناقضة٫ يتغلب أحدها على الاخر٫ فداخل كل منا الشر والخير٫ الرغبة في مساعدة الآخر والرغبة في استغلاله.
للإشارة فإن الفيلم عرف مشاركة نجمين بارزين٫ الممثل طوني سيرفيو٫ والذي يمكن القول من الأن انه مرشح لنيل جائزة آحسن ممثل٫ كما شاركت في الفيلم الممثلة وفاليريا بروني تيديشي.