عبد الرحمان المكاوي: مهمة القوات المغربية في إفريقيا الوسطى لن تكون سهلة

26 ديسمبر 2013 - 13:53

على الصعيد العسكري هل ستكون مهمة البعثة المغربية صعبة في إفريقيا الوسطى؟

هي أكثر خطورة من الوضع في الكونغو على اعتبار أن هناك فريقين مسلحين وفي حالة اقتتال عنيف ومن الصعب وقفه، كما أن المخاطر التي تهدد هذه الدولة هي كثيرة وخاصة دخول عناصر من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي إلى البلد قادمين من شمال مالي٫ وهذا التدخل سيحاول أيضا الوقوف أمام عدم دخول تنظيم القاعدة إلى هذا البلد، كما أن القوات الفرنسية تواجه العديد من المشاكل حيث أن السكان المسلمون يرفضون أن تكون القوات في المناطق التي يسكنون فيها على اعتبار أنهم غير مسلمين ويساندون الطرف الآخر لذلك فقدوم القوات المغربية المسلمة سيساهم على الأقل في حفظ الأمن في المناطق المسلمة.

 

ما هو السياق الذي جاء فيه هذا التدخل؟

هذه المرة قررت الأمم المتحدة ومجلس الأمن قرر ضرورة حماية المدنيين وليس فقط حفظ السلام وهي المهمة الموكولة للقبعات الزرق، لأن جمهورية إفريقيا الوسطى منقسمة إلى إثنين٫ قسم تقوده ميليشيات مسلمة والأخر تشرف عليه بقايا الجيش النظامي المسيحي وبالتالي فهذا الانقسام الديني أحدث حربا أهلية ما دفع المدنيين إلى النزوح بكثرة إلى قيادات الأمم المتحدة والقيادات الإفريقية المشتركة، وبالتالي فقرار الأمم المتحدة جاء لحماية المدنيين كما هو الحال في الكونغو الديمقراطية.

القوات المغربية لها مهام قتالية من أجل حماية الساكنة ونزع أسلحة الميليشيات المتحاربة، كما أن الأمر يختلف بتاتا عن الحال في مالي التي اقتصر فيها تدخل المغرب على المستشفيات الميدانية والسماح للطائرات الفرنسية من المرور فوق الأجواء المغربية، أما الآن الدور سيكون قتاليا من أجل وقت الاقتتال الأهلي والتدخل المغربي سيكون مباشرا كما هو الشأن في الكونغو الديمقراطية حيث توجد قوات مغربية هناك من أجل مهمة قتالية.

 

كيف يمكن تفسير أن المغرب أصبح حريصا على التدخل لحل جميع الأزمات في الدول الإفريقية؟

أولا المغرب طلب منه المساهمة في التدخل من طرف حلفائه وخاصة فرنسا، كما أن المغرب لديه العديد من التجارب في هذا المجال وأثبت المغرب خلال جميع مشاركاته أنه قادر على المساهمة بفعالية سواء على الصعيد القتالي أو من حيث تجهيز المستشفيات الميدانية، كما أن قرار الأمم المتحدة لحماية المدنيين ساهم في أن المغرب قرر أن يرسل قواته لأن القرار الأممي هو الذي أعطى الشرعية لإرسال القوات المغربية لإفريقيا الوسطى، كما أن هناك عوامل أخرى كعامل اللغة الفرنسية حيث أن أغلب التدخلات المغربية تتم في الدول الفرنكفونية.

وبالتالي فالتجربة وطلب الأمم المتحدة هي من أدت إلى أن المغرب قام بإرسال قواته إلى إفريقيا الوسطى كما أنه علينا ألا نغفل أن هناك العديد من الدول الكبرى المشاركة في هذه الحملة كباكستان وبنغلادش وتركيا وهذا سيكون إيجابيا للقوات المسلحة من اجل الاحتكاك بجنود هذه الدول.

 

شارك المقال

شارك برأيك
التالي