آمال سنة 2014 

01 يناير 2014 - 14:23

 المواطنون البسطاء يرجون من الله سقوط المطر على خارطة هذه البلاد حتى دون أن يعرفوا كلهم أن معدل النمو يصل في سنة ماطرة إلى 5.5 ٪ وفي سنة جافة إلى 2.2٪.. جفاف الأرض يصيب النفوس بالقحط وتتضاعف متاعب الناس. 

المغاربة يتطلعون إلى سنة جديدة تتحرك فيها الإصلاحات الكبرى، وتدور عجلة الاقتصاد والتشغيل والبيع والشراء، وينقص فيها بنكيران من الكلام ومن المعارك اللفظية الفارغة…

في سنة 2014 ينتظر المغاربة بداية إصلاح المدرسة العمومية المعطوبة التي يجمع الكل على أنها ماتت ولم تجد من يدفنها بعد…

في سنة 2014 ننتظر من حكومة 39 وزيرا أن تبحث عن استثمارات كبيرة في الداخل والخارج، وأن تهيئ بيئة صديقة للبزنس في المغرب، لأن كل شيء في المملكة الشريفة معاد للاستثمار عن سبق إصرار وترصد، في الإدارة والعمالة والولاية والوزارة والجماعة، الكل يتحالف من أجل حلب بقرة كل واحد ينوي الاستثمار في المغرب وكأنه قام بعمل عدائي ضد البلاد. لا تشغيل ولا ضرائب ولا تنمية بدون استثمار ومنافسة وإبداع ومغامرة. 

في سنة 2014 يتطلع المغاربة إلى بداية نزول نتائج الحوار الوطني حول إصلاح العدالة إلى أرض الواقع، يأملون أن يتغير وجه العدالة، وأن تمشي بخفة على طريق المساطر الطويلة مغمضة العينين، لا تفرق بين غني وفقير، بين مواطن بسيط وآخر صاحب نفوذ، بين معارض للسلطة وموال للحكم… العدالة هي ترمومتر الاستقرار على المديين المتوسط والبعيد، وإذا لم يرق رجال ونساء القضاء إلى مستوى انتظارات الناس فإن المغاربة سييأسون من إمكانية إصلاح ميزان العدالة في بلادهم. 

الناس ينتظرون من البرلمان أن يتخلص من صورة السيرك التي التصقت به، وأن يظهر جدية أكبر في مراقبة الحكومة، وإثراء التشريع، والخروج من عباءة التهريج وكشف البطون، وإذا كان ممكنا احترام القبة وعدم الدخول إليها في حالة سكر بالنسبة إلى «المبليين»، الله يعفو عليهم. 

المغاربة ينتظرون في السنة المقبلة احتراما أكبر لحقوق الإنسان في كل ربوع البلاد، واحتراما أكثر لحرية الصحافة، وتقيدا نسبيا بدولة الحق والقانون، لأنها هي الضمانة الأكيدة للاستقرار الحقيقي، وليس ذلك الذي في رأس وزير الدولة عبد الله بها. 

المغاربة ينتظرون أن يروا قوانين انتخابية جديدة هذه السنة تمهد للاستحقاقات الجماعية التي تأخرت كثيرا عن موعدها، وبروز نظام للجهة يسمح بتجاوز الإدارة الحالية للشأن المحلي.. إدارة حولت المدن إلى تجمعات سكنية بلا روح ولا نظافة ولا بيئة ولا ثقافة.. مدن وكأنها خارجة من حرب مدمرة…

هل هذا كثير على بلاد لا تحلم أصلا؟ ألا يستحق المغاربة الحد الأدنى «السميغ» السياسي والحقوقي والاقتصادي في عالم تتسع فيه الآمال بحياة كريمة ومرفهة وعادلة؟ 

2014 سنة مصيرية بكل المقاييس، فيها سترسم معالم سنوات أخرى قادمة في المغرب وفي الحياة السياسية. كل عام وأنتم بخير.

 

شارك المقال

شارك برأيك
التالي